أعلن سعادة الشامي نائب رئيس الحكومة اللبنانية “إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي”، طبعا حاول الشامي لاحقا التخفيف من حدة التصريح الذي أدلى به , ولكن هذا لا ينفي الواقع المر الذي وصلت إليه لبنان حيث تحولت فيه الشوارع إلى مكب للنفايات .
إشهار إفلاس أي دولة يعني بالمختصر المفيد أن البلاد والعباد قد أصبحوا جميعا برسم البيع وفي المزاد العلني ، وبالتالي أي دولة تريد أن تقدم يد العون لا بد من الإستجابة لشروطها والتي غالبا ما تمس السيادة الوطنية . وإفلاس الدولة يحصل عندما تعجز فيها الدولة عن سداد ديونها ودفع رواتب موظفيها وتسرق مدخرات المواطنين من البنوك , وترتفع فيها نسبة التضخم والأسعار بشكل جنوني , والعملة الوطنية تصبح من سقط المتاع , وتخرج من منظومة الاقتصاد العالمي (دولة فاشلة) ,. كما حصل من قبل مع الأرجنتين وأيضا مع اليونان التي ما زالت تعاني من تبعات ذلك رغم مضي عقد من الزمان على إشهار إفلاسها , ولم تنجح عشرات المليا رات المشروطة التي ضختها دول الاتحاد الأوروبي في إنعاش الاقتصاد اليوناني .
في علم الاقتصاد هناك أسباب عديدة تقف وراء إفلاس الدول مثل (تغير الحكومات , الإعسار , نقص السيولة) , لكن في الحالة اللبنانية الوضع (غير) , ولا يعدو عن كون تلك الأسباب مجرد إفرازات لأسباب أخرى . نطام الطوائف في لبنان يقف على رأس الأسباب التي أدت إلى إفلاس لبنان . حيث تجد كل مسؤول أو حتى مواطن يخنزل الوطن في الطائفة التي ينتمي إليها , وبالتالي إنتشر في لبنان التهرب الضريبي وتجارة المخدرات والسلاح والمليشيات , وقد ساعد على ذلك نظام (المحاصصة) الذي يحكم لبنان والذي من خلاله تتحول فيه البلاد إلى دولة فاشلة كل يريد أن يسرق وينهب , وكل له إمبراطورية اقتصادية وأمنية وعسكرية مستقلة وبمعزل عن الدولة التي لا تستطيع أن تحرك ساكنا , بل نجد أن الدولة نفسها مخترقة من قبل ملوك الطوائف , ولا تستطيع يد الدولة المشلولة أن تصل إلى أي مجرم أو التحقيق في أي قضية . سوف تقوم الدول الأوروبية بعقد المؤتمرات من أجل مد يد العون إلى لبنان .
وسوف تحاول الضغط على الدول العربية كي تقوم بتقديم المساعدات إلى لبنان . طبعا أمريكا والدول الأوروبية وإيران هم المستفيدون من ذلك فقط والدول العربية سوف تكون الخاسر الوحيد , أي مساعدات تقدمها الدول العربية لن تذهب إلى المواطن اللبناني بل سوف تذهب إلى ملوك الطوائف في لبنان ، والذين بدورهم سوف يقومون بتحويل أموال المساعدات المسروقة على شكل أموال سائلة إلى البنوك الغربية والإيرانية , أو استثمارات تنعش اقتصادياتها . وتأتي الدول الغربية وتتحدث عن غسيل الأموال قال ؟! . ناهيك عن المواقف السياسية من قبل ملوك الطوائف المعادية للأمة العربية (قرداحي , نصر الله , فرنجية .) . ولا ننسى إغراق ملوك الطوائف للمنطقة العربية بالمخدرات والتي تزرع جهارا نهار وتحت حماية ميليشيات ملوك الطوائف . اعتقد أن أي مساعدات تقوم الدول العربية بتقديمها إلى لبنان يجب أن تكون مشروطة بنفيير النظام السياسي الطائفي الذي يحكم لبنان وتجريد المليشيات من سلاحها وبسط سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية , ويجب أن لا تخضع الدول العربية للضغوط التي سوف تتعرض لها من قبل الدول الغربية المستفيد الأكبر (ضباع العالم) . وإلأ سوف ترتد هذه المساعدات إلى صدورنا (مخدرات , إرهاب ) . بقي نقطة هامة ألا وهي كم دولة عربية في انتظار إعلان إفلاسها ؟! ، وللمعلومية فإن أمريكا والتي يبلغ إجمالي الدين العام عليها حوالي ( 30) تريليون دولار هي أيضا برسم الإفلاس .