يبدو أن عام 2022م أصبح يمثل كابوسا بالنسبة لإسرائيل , فخلال إسبوع واحد تم تنفيذ ثلاث هجمات أدت إلى مقتل (11) مستوطنا . رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نفتالي بنيت والذي يعد من أشد المعارضين لقيام الدولة الفلسطينية صرح قائلا : لن يخرجوننا من هنا فنحن نفوز ؟! . حقا العالم يتغير فبعد أن كانت إسرائيل تهدد بالترحيل القسري والجماعي للشعب الفلسطيني إلى دول الجوار (الترانسفير) , إنقلب الحال وأصبح مستقبل الكيان الإسرائيلي على المحك , بل أن زوال هذا الكيان المصطنع أصبح على كل لسان في إسرائيل . مساحة فلسطين التاريخية تبلغ (27) ألف كيلو متر مربع تقريبا , وأعداد الفلسطينيين اقتربت من اعداد اليهود هذا إن لم يكونوا قد تجاوزوا أعداد الإسرائيليين . والكثافة السكانية أكثر من (5000) آلاف شخص في الكيلو متر المربع . رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز قال في عام 2012م إن إسرائيل سوف تزول خلال العشر سنوات القادمة , وفي وقت متزامن مع ذلك صرح وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر بذلك ايضا . النتن ياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق قال إن اسرائيل سوف تزول خلال السنوات القليلة القادمة , ولكنه سوف يبذل كل جهده كي تبقى خلال العقدين القادمين . يوفال ديسكين الرئيس السابق لجهاز الأمن الإسرائيلي الإرهابي (الشاباك) قال إن إسرائيل لن تبقى للجيل القادم . طبعا الأسباب متعددة كما ذكرها هؤلاء مثل (مجتمع غير متماسك) حيث الصراع بين المتدينين والعلمانيين , واليهود الشرقيين والغربيين , واليهود والعرب , وفساد النخب السياسة الحاكمة (أولمرت , شارون , نتنياهو , كتساف , نتنياهو ..) , ناهيك عن الهجرة المعاكسة وتراجع أعداد اليهود نتيجة انخفاض نسبة المواليد . وأيضا تراجع السمعة الدولية لإسرائيل , وبروز قوى إقليمية أصبحت تشكل تحدي وجودي لإسرائيل , وأيضا تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط (الكفيل) والداعم الرئيسي لها . جاء الغزو الروسي لأوكرانيا وخذلان أمريكا والغرب لها ليزيد من المخاوف الوجودية لدي القادة الاسرائيليين والذين طالبوا بالاعتماد على النفس . هناك أصوات في إسرائيل بدأت الآن تطالب بأن تكون أوكرانيا هي الوطن البديل لليهود , بل أن بعض الحاخامات بدأ في الترويج لخرافة أن الهيكل موجود في أوكرانيا وليس في فلسطين ؟! . كما هو الحال مع معممي الملالي في إيران حيث أن بعض كتب الأحاديث الحلمنتيشية عندهم تنص على أن المسجد الأقصى ليس في فلسطين بل في السماء , وليس هناك اسوأ من هؤلا إلا البعض من أبناء جلدتنا الذين يروجون بأن المسجد الأقصى ليس في فلسطين (التطبيع) , بل وأن صحراء سيناء ليست في مصر بل في مكان آخر !! . الذي يحكم أوكرانيا هو الرئيس زيلنسكي اليهودي و (80%) من أعضاء حكومته من اليهود , والجالية اليهودية هناك يقرب تعدادها من (47) ألف نسمة أو يزيد عن ذلك بكثير وهم من يسيطر على الاقتصاد الأوكراني . قيام دولة إسرائيل في فلسطين جاء بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية . هل الحرب الروسية الأوكرانية ينتج عنها قيام وطن بديل لليهود بي أوكرانيا , ويكون ذلك بداية النهاية لدولة إسرائيل (الخروج الكبير) ؟! . على كل الاستثمار في اسرائيل (التطبيع) سوف تكون له تداعيات كبيرة في بلد أصبج وجوده على المحك .