يميل الكثير من المؤرخين والمفكرين والنخب المثقفة بل وصناع القرار في العالم الغربي إلى إختزال الحضارة الإنسانية في الجانب المادي فقط على وزن (التطاول في البنيان , الصناعة , الزراعة , البسط وهز الوسط ..) فقط , أما الجانب المعنوي (الروحي) فلا يكاد يحظى بأي اهتمام يذكر . مع أن هذا الجانب الروحي هو الذي قامت عليه جميع الحضارات الإنسانية عبر التاريخ وكان أيضا هو السبب الرئيسي في سقوطها . الاتحاد السوفييتي سقط وتفكك وانهار في بضعة عقود ولم تشفع له قوته المادية , لأنه رفع شعار لا اله والحياة مادة (الإلحاد) فاصطدم بالفطرة الإنسانية وكان السقوط مدويا . المانيا النازية رفعت شعار المانيا فوق الجميع فكان السقوط دمويا وفي بضع سنين . وقس على ذلك بقية الإمبراطوريات التي سادت ثم بادت عبر التاريخ . العقلية الغربية تقوم على أساس تفوق الجنس الأبيض (العنصرية) أما بقية الأجناس فهي في نظرهم مجرد تفاصيل (برابرة) . لذلك لا غرابة في أن نجد الدول الاستعمارية التي تدعي الحضارة والرقي ترفع في مستعمراتها شعارات على وزن : ممنوع دخول الكلاب والهنود (بريطانيا) , ممنوع دحول الكلاب والجزائريين (فرنسا) , ممنوع دخول الكلاب والسود (جنوب إفريقيا) بل وتجد التمييز والعنصرية حتى داخل بلادهم , كما هو الحال مع الأحزاب المتطرفة والنازيون الجدد والاسلاموفوبيا والتي تحظى بدعم شعبي كبير ومتزايد . من يطلق هذه الشعارات ليسوا المغول أو القبائل الجرمانية أو حتى الهنود الحمر أو القبائل البدائية التي تسكن في أدغال إفريقيا , بل في عصرنا هذا ومن قبل دول وصلت إلى القمر واخترعت الذرة وشيدت ناطحات السحاب , بل نجد أن هذا يحصل من قبل أهل الحل والعقد والنخب المثقفة في هذه الدول على الرغم من أنهم قد حصلوا على أرقى الشهادات العلمية ومن أعرق الجامعات في العالم , لكن تفكيرهم لا يتجاوز حدود كروشهم وعروشهم وفروجهم . لا فرق بين الفاشية التي رفعت شعار تقديس الدولة إلى حد التأليه (العنصرية) , وبين أمريكا التي ترفع شعار القطب الواحد , حيث بدأ التاريخ وانتهى في أمريكا (فوكوياما) , حيث تجدهم ينكرون فضل الحضارات الأخرى عليهم . أي حضارة في التاريخ بنت مجدها على أنقاض من سبقتها من الحضارات . التمسك بالقيم الأمريكية في المأكل والملبس واللغة والشذوذ الجنسي والقوانين الوضعية التي تصطدم مع الفطرة , بمثابة المعيار الذي يتم من خلاله الحكم على أي دولة بالرقي والتحضر أو التخلف (الحلم الأمريكي) , طبعا هذا الحلم قام على جماجم (80) مليون من الهنود الحمر ومثلهم من العبيد الذين تم استقدامهم من القارة الإفريقية المنكوبة بشرورهم حتى الآن . وأي دولة تعترض على ذلك فهي مارقة أو تصنف من ضمن دول محور الشر ّ؟! , وهذا لا يكفي فلا بد من تسليم البلاد (الثروات) لهم , والعباد (حروب الوكالة) نيابة عنهم . كما هو الحال في أوكرانيا حيث يريدون من العالم كله الوقوف إلى جانبهم ضد روسيا , يتباكون على مقتل عشرات الأطفال في أوكرانيا وفي المقابل تجد وزيرة الخارحية الأمريكية السابقة مادلين اولبرايت والتي نفقت بالأمس تقول أن قتل نصف مليون طفل عراقي تحت الحصار له ما يبرره ! , ولا ننسى بطلة (نظرية الفوضى الخلاقة) كونداليزا رايس ، من يكشف الاعيبهم ومن خلال إعلامهم الموجه وغير الحر بتم إتهامه بمعاداة السامية والحث على الكراهية , بل يتم الايعاز إلى البلد الذي ينتمي إليه من جل اعتقاله أو تصفيته (الديموقراطية) ؟! . وتجدهم يبررون أفعالهم تحت بند المصالح العليا للبلاد أو الأحطاء التاريخية على الرغم من أنهم في حال تعلق الأمر بهم فهم يرفعون شعار جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم ؟! . ومع أن الكثير من الدول قد سلمت لهم الجمل بما حمل إلا أنهم لن يرضوا عنها فلا بد من اشعال الحروب والفتن ومنع أي نهضة في أي بلد . قال تعالى : "وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " أي ديانتهم , وهذا كان في الماضي حيث كان للدين دور في حياة هذه الأمم أما اليوم فالدين ليس له أي تأثير في حياة الحاكم والمحكوم . الكثير من الدول في العالم اعتنقت النصرانية ومع ذلك تجدهم يسومونهم سوء العذاب . أمريكا الجنوبية تعد الحديقة الخلفية لأمريكا (نهب الثروات) , وافريقيا القارة السمراء محكوم عليها بالفقر والجوع من قبل فرنسا . الحضارت تقوم أولا على القيم الانسانية التي جاءت بها الأديان السماوية جميعا , والتي تقوم على المساواة والعدل (العبادة) والمعيار في الأفضلية هو (التقوى) وليس جني الأموال واللهاث ورا الدولار . الجانب المادي من الحضارة جاء لخدمة هذه القيم الإنسانية (عمارة الكون) .
- الديوان الملكي: وفاة الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود
- اللياقة البدنية تُطيل عمر مرضى السرطان !
- الاقتصاد السعودي يحقق أعلى نمو فصلي خلال عامين بالربع الرابع 2024 بنسبة 4.4%
- اصطدام مروحية بطائرة ركاب وتحطمهما قرب مطار في واشنطن
- طقس الخميس.. سحب رعدية ممطرة ورياح نشطة على عدة مناطق
- أهالي رنية بين معاناة السفر للعلاج وغياب الخدمات الطبية الكافية
- الملك حمد يغادر الرياض
- سمو ولي العهد يهنئ مايكل مارتن بمناسبة انتخابه رئيسًا للوزراء في إيرلندا
- السيسي: لن نسمح بتهجير الفلسطينيين
- المرور: تقديم طلب استبدال اللوحات التالفة والمفقودة متاح عبر أبشر
- “مستشفى البكيرية العام” يطلق فعالية المشي “امش 30 “
- أمانة القصيم تستعد للحالة المطرية المتوقعة وتعلن جاهزيتها القصوى
- المركز الوطني يستعرض أهمية أنظمة الاستزراع السمكي المغلقة ” R.A.S”
- “الحياة الفطرية”: اكتشاف مومياوات الفهد الصياد يُثبت انتماءه للجزيرة العربية
- هيئة الرقابة النووية والإشعاعية توضح الفرق بين المواد النووية والمشعة في المملكة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3495642/