من أسباب السعادة أن تُحاط بجيران حول بيتك تأمنهم في غيابك تجدهم قبل أن تبحث عنهم يشاركونك أفراحك وأحزانك ويعودونك عند مرضك ، فالجار كما يقال قبل الدار ، فإذا كان الجار ممن يتمناه أي شخص فهذا من توفيق الله لك لأنه حتماً ستكون مستقراً ومستمتعاً في بيتك ومستأنساً له ، فلا أعتقد أن تستقيم حياتك بجارٍ يؤذيك ويسبب لك ولأهلك القلاقل والمحن ويخلق لك المشاكل من توافه الأمور .
ولأهمية الجار فقد أوصى نبينا محمد صل الله عليه وسلم بالجار و إكرام الجار لجاره دلالةٌ على إيمانه بالله وباليوم الآخر فقال صل الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
وقال :
لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه
كما جاءت النصوص القرآنية بقوله تعالى:
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً .
فالإسلام دين عبادة وسلوك ورقي وتهذيب فالسلوك الغير السوي يُفسد على الإنسان إنسانيته وفطرته و عبادته ونقاوته وطهره فالدين هو المعاملة الحسنة
وقد ذُكر للرسول صل الله عليه وسلم: إن إمراءةً تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها فقال عليه الصلاة والسلام
هي في النار .
فلذلك يجدر بنا كمسلمين أن نحرص على علاقاتنا بجيراننا وأن نحسن إليهم ونقف معهم ونتحسس حاجاتهم ونشاركهم في الأفراح والأتراح وأن نكون عوناً لهم على متاعب الحياة وإلا كيف نحقق ما شرعه الدين الحنيف في تعاملنا مع الجار على الأقل إن لم تنفعه فلا تضره ، فالمسلم الحق من سلم الناس من لسانه ويده .