السفر والتجوال في الداخل أو الخارج يجعل منك شخصاً ذو ثقافة ووعي ودراية ومعرفة بأحوال المجتمعات والدول والعالم وكأنك تتصفح أوراقها ورقة بعد ورقة وتغوص في أعماق تاريخ تلك الثقافات الاجتماعية .
و تستطيع من خلال قراءاتك لأحوال الناس و تجاربك الشخصية مع كل الأطياف والشرائح والأماكن والأزمنة أن تشاهد وتستمع وتنقل للآخرين الكثير من الصور والذكريات والمواقف العالقة في ذهنك والتي أيضاً قمت بتصويرها لإيقاف تلك اللحظة ثم استعادتها متى تشاء وتعرضها على الآخرين ليعيشيون معك تلك اللحظات الجميلة والذكريات المسلية بكل ما فيها من الفرح والألم فهي من متعة الأسفار .
ولعلك تعترف بعد ذلك وتكتشف معهم أوجه الاختلاف بين تلك المجتمعات من ثقافات وعادات وتقاليد وأنظمة وتعاملٌ أيضاً ، ويكون لديك إلماماً واسعاً لتفاصيل أحوالهم ورصيداً لا بأس به عن كل تلك الدول وأفضل الأوقات لزيارتها وكيفية المعاملات والحياة هناك ، مما يجعلك تاريخاً متحركاً تنقل لناس تلك المعارف والثقافات والتجارب والتي قد تغير من قناعاتك أنت وثقافات الأشخاص الآخرين .
فما يتقبله مجتمعاً هُنا قد لا يتقبله هُناك وما يُعتبر كلمة لها معنىً جيداً فلربما تعني مدلولاً آخر عكس ما نعرفه نحن من كلمة وحركة وإيماءات وكذلك الأنظمة ما يعتبر حلالاً هنا قد يكون من المحرمات في دولٌ أخرى .
فعندما يُكتب لك السفر أو الزيارة فمن الضروري أن تلتزم بتلك الأنظمة والقوانين والعادات والتقاليد متمسكاً بها ما دمت فيها ، دون أن تهمز أو تلمز وأن تكون أنت خير من يُمثل دينه بتمسكك به ومليكك ووطنك للاعتزاز والافتخار بهما وإعطاء صورة مشرفة عن وطنك دون المساس بالآخرين في معتقداتهم أو عاداتهم ، فكن مهنياً في نقلك متجنباً الذم والاستنقاص من الآخرين فلكل مجتمع ظروفه وحياته وبيئته الخاصة بهم .