ما من وطن يولد فيه الإنسان ويحتضنه ويعيش في كنفه كيفما كانت الظروف والأحوال إلا وله في قلبه محبة عميقة لا حدود لها بطبيعة الحال ولذا فأنه لن يدخر وسعاً أو يتوان أبداً من خدمته والمحافظة عليه دوماً والدفاع عنه بكل ما أوتي من قوة بل والتفاخر به في كل مناسبة ومحفل دولي هكذا جُبل الإنسان على هذه الغريزة الفطرية فما بالكم بوطن تأسس على تقوى من الله ويضم بين جنباته بيت الله الحرام ومسجد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والمشاعر المقدسة التي يأوي اليها المسلمون من كل مشارق الأرض ومغاربها لأداء فريضة الحج سنوياً وأداء العمرة على مدار الساعة وغيرها من نعمة الأمن والاستقرار ورغد العيش هذه المقدمة المقتضبة تقودنا للحديث عن تحول تاريخي عظيم شهدته بلادنا قبل ثلاثة قرون على يد الإمام محمد بن سعود يرحمه الله والذي جاهد وناضل وأبلى بلاءً حسناً من أجل قيام هذه الدولة الفتية عام 1139هـ والموافق لعام 1727م متجاوزاً بذلك كل العقبات والصعاب والتحديات التي واجهته بدءً من الدرعية مقر إقامته ومن ثم إمارته الأولى فالبلدان المتاخمة لها معتمداً على الله تبارك وتعالى حيث كان جلّ همه واهتمامه وحرصه المستمر ما يُجلب للناس في هذه المنطقة راحتهم واستقرارهم وطمأنينتهم وسعادتهم وعلى هدى من دين الله القويم الذي شرفت به هذه البلاد يسانده في مُهمته هذه الجلية والرائدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله من خلال اتفاق تاريخي عـقد بينهما في الدرعية عام 1157هـ سُمي بميثاق الدرعية والذي يعتبر بحق من أجمل وأروع الوثائق والاتفاقيات التي خلدها التاريخ بمداد من ذهب لإعلاء كلمة التوحيد والقضاء على الشرك والبدع والخرافات بكل أنواعها وصورها واشكالها لتنطلق بذلك هذه الدولة المباركة إلى آفاق رحبة ضمت معظم أجزاء الجزيرة العربية ولله الحمد والمنة ونحن إذ نحتفل بيوم التأسيس لبلادنا في هذا اليوم ولأول مرة فأنه لا يسعنا إلا أن نشكر رب العزة والجلال أولاً على ما رزقنا ووهبنا وسخر لنا وافاض علينا من نعمه الوفير التي لا تُعد ولا تُحصى ثم نشكر قيادتنا الرشيدة على ما حققته ومنذ تأسيسها من إنجازات عظيمة وجبارة ومتميزة في كل ميادين ومجالات الحياة الاجتماعية والتعليمية والزراعية والصناعية والاقتصادية والتقنية وغيرها من المجالات التنموية وعلى كافة الأصعدة محلياً وإقليمياً وعالمياً ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ترأسها لقمم عالمية مًتعددة ومشاركات وضاءة ومحكمة في كثير من القرارات السياسية والاقتصادية وكل ما يُساهم في القضاء على الإرهاب والفساد والتستر ويخدم الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء دونما التفات لدين أو عرق أو جنسية أو مكان بالإضافة لرؤية ثاقبة للمملكة 2030 قام بوضعها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين ويشرف عليها بنفسه ويتابع خطوات تنفيذها أول بأول حتى تحقق الكثير مما تضمنته على أرض الواقع فما أعظمه من وطن لم يكن في قديم عهد الجزيرة العربية شيئاً مذكورا فغدا اليوم كنجم ساطع في الآفاق وأخاذ على يد حكام شرفاء وبررة ومخلصين لم تثنيهم متاعب التنقلات عبر الصحراء المترامية الأطراف ولا عقبات الأودية والجبال الوعرة ولا التوجهات العدائية من هنا وهناك ليتشكل بالتالي هذا الوطن الحبيب تحت راية العز الخفاقة لا إله إلا الله محمداً رسول الله وإلى الأبد بحول الله وقوته مُشيرين في ذات الوقت إلى هناك من المؤرخين من اعتبر هذا اليوم التأسيسي الذي نحتفل به اليوم بمثابة النواة الأساسية لانطلاقة هذه الدولة المباركة وهو ما تأكد من خلال أمر ملكنا سلمان وهو الأعلم والأعرف والأدرى يحفظه الله بكل تفاصيل تاريخ هذه البلاد باعتماد اليوم الثاني والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام احتفالاً سنوياً بذكرى هذا التأسيس العظيم وهذا بخلاف ما ذكره بعض المؤرخين من أن عام التأسيس قد بدأ بمجرد دخول الملك عبد العزيز القائد المحنك ومعه ثلة من المجاهدين الأبطال قصر المصمك بالرياض قادمين من الكويت عام 1319هـ ومحاربته للمتواجدين فيه واجلائهم والاستيلاء عليه ليعلن بُعيد ذلك بقوله: الملك لله ثم للملك عبد العزيز بينما هو في الحقيقة يخص الدولة السعودية في دورتها الثالثة وقد تم الاحتفال بمأويتها عام 1419هـ فيما يمثل اليوم الوطني ذكرى خالدة لتوحيد هذه البلاد على يد جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه عام 1351هـ وتسميتها بالمملكة العربية السعودية فهنيئاً لنا بقيادتنا الرشيدة من آل سعود الكرام سليلو المجد والفخار والذين ما فتأوا يناضلون ويدافعون ويضحون بالغالي والنفيس وبكل ما أوتوا من قوة وبصيرة وبعد نظر لتشكيل وبناء ونهضة وتطور وازدهار هذا الوطن الشامخ والذي دائما ما يتزين بأجمل الصورة والحلل القشيبة وغير المسبوقة على مر التاريخ بل ويباري وينافس الكثير من دول العالم المتقدم وممن سبقه حضارياً بمئات السنين حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه رافعين أكف الضراعة إلى الله العلي القدير بأن يحفظ قائد مسيرتنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين وأن يمن عليهما بدوام الصحة والسعادة ومزيداً من التوفيق والنصر والتمكين مُجددين لهما بهذه المناسبة الغالية العهد والولاء والطاعة ولمجتمعنا السعودي الأبي عاطر الود والتحية والأكبار قال تعالى( نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَٰلِكَ نَجْزِى مَن شَكَرَ)
الباحث التربوي/ عبد الفتاح بن احمد الريس
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
عبد الفتاح بن احمد الريس
يوم التأسيس انطلاقة مُباركة ومفخرة
22/02/2022 11:48 ص
عبد الفتاح بن احمد الريس
0
283944
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3491073/