وقتما تهيئنا لكتابة هذا المقال تواردت لذهننا متشابهات من ذكريات تعليمنا الماضي الجميل كخط الرقعة وخط النسخ وخط الاستواء وخط الكنتور بينما خط الرجعة والذي جاء تبعاً لذلك فقد ارتأينا أن يكون محوراً لحديثنا في هذا المقام لما له من أثر بالغ في تقوية وشائج القربى وبناء العلاقات الحسنة بين عموم البشر أو بمعنى آخر عدم مقاطعة الآخرين بصورة نهائية لمجرد حدوث خلاف أو نزاع أو مشكلة قد تكون بسيطة أو تافهة أو يمكن تجاوزها بالحكمة والحوار والاقناع وتوسط الشفعاء والصمت إذا ما أخذنا في الاعتبار بأن الناس جميعهم ليسوا على سواء بنص القرآن الكريم( وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَٰحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) وأن النقص والقصور من طبيعة البشر وبالتالي فأنه من غير الممكن أن يستغني أي إنسان في الوجود عن الآخر البتة وهو ما يُبرر خطأ مقولة( اللهم لا تحوجنا لأحدٍ من خلقك )وفي المنهج الإسلامي القويم ما يؤكد على مدى حاجة الناس لبعضهم البعض في السراء والضراء والأفراح والأتراح والتعاون في إنجاز المهمات والأعمال والتغلب على الشدائد والنوازل والأزمات امتثالاً لقوله تعالى ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ )وقوله أيضاً( وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي*هَارُونَ أَخِي*اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي*وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ المرصوص يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، فالحياة بدون هذه الأواصر يستحيل استمراريتها وتطورها ونهضتها الحضارية ما لم تتوج بالتسامح والعفو والصفح والتعاون وغض النظر عن الهفوات والزلات والسقطات والبعد عن النقد الجارح وهذا ما ينبغي أن يدركه ويعيه ويطبقه كل فرد في المجتمع بدءً من الأسرة لكونها اللبنة الأولى لتنشئة وتربية وتعليم الأبناء وأن دين الله الإسلام قد وضع من التدابير والإجراءات العملية ما يحافظ على كيانها وديمومتها وحل مشاكلها لا سيما فيما بين الزوجين وذلك من خلال الاحتكام لحكمين من أهلهما أو اللجوء لأصحاب الرأي والمشورة أو التقاضي الشرعي أو الطلاق الرجعي لريثما تهدأ النفوس وتعود لمجراها الطبيعي امتثالاً لقوله تعالى( لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) على ألاّ يُشكل الإنفصال النهائي للزوجين بعد نفاذ الحلول السابقة قطيعة رحم بالكلية امتثالاً لقوله تعالى( وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) والنظر لما تحتله هذه الصلة من مكانة ومنزلة عظيمة عند الله تبارك وتعالى كما في الحديث القدسي: أنا الرحمن الرحيم خلقتُ الرحم وشققتُ لها اسماً من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته ولذا ما أحوج الزوجين ومن هذا المنطلق لقدرٍ كبير من التفكير السليم ودرجة عالية من المرونة والتفاهم الخالي من الانفعالات الزائدة أو إعطاء ما وقع بينهما من خلاف لأكبر من حجمه أو إتاحة الفرصة لغيرهما بالتدخل في خلافهما عوضاً عن إطالة المدة والتي غالباً ما تساهم في تطور وتعقد مثل هذا الخلاف يقول الفيلسوف الفرنسي (داماسيو)في هذا الصدد: بأن الانفعالات تُعد مُعطل أساسي لأي قرار عقلاني وأن هناك أزواج يرغبون العودة للطريق الصحيح غير أن الانفعالات تغلب عليهم فيتشنجون ولا يتنازلون وهو السلوك الذي غالباً ما يحدث أيضاً في منظومات ومعاقل ودوائر العمل وبخاصة مع صناع القرار لأسباب إما إدارية أو من ضغوط عمل وكذا الحال حينما يحتدم النقاش في قضية مُعينة أو اختلاف في وجهات النظر بين علماء ومسئولين أو أصدقاء وزملاء أو أقارب وجيران على أثر شجار فيما بين أبنائهم وهو ما يتطلب مع هذه المواقف التحلي بالحكمة والحلم والنظرة الثاقبة والتروي والصبر ولمن حاد عن جادة الحق واليقين أن يعود إلى صوابه ورشده كأن يتراجع المتطرف عن أفكاره الضالة والهدامة لكي تسلم مجتمعات الأرض من أذاه وشره وأن يتراجع المدير عن قراره التعسفي خدمة للمصلحة العامة مؤكدين في الوقت ذاته لما تلعبه القيم والعادات والتقاليد والتعليم والثقافة والأنظمة السياسية من أدوار فاعلة في نشأة وتباين الأختلاف والخلاف بين الناس والتي ربما تؤدي لشن حروب دامية إذا ما تطورت في ظل غياب الحكمة والحلم والعقلانية الناضجة وتجاهل خط الرجعة والذي أشبه ما يكون بشعرة معاوية رضي الله عنه حينما قال: لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت إن هم شدوها رخيتها وإن هم أرخوها شددتها، فالرجوع للحق فضيلة وفي المثل العربي: لا تكن شديداً فتكسر ولا لينًا فتعصر، وجميعها تمثل ايقاعاً ندياً ومتناغماً للتآلف والتعاضد والتعاون والتصرف الحسن والمبعث الجلي للاتزان العقلي والعاطفي والتروي في الحكم واحتواء المواقف كيفما كانت بحيث لا تصل إلى حد القطيعة والهجران المنهي عنه في الإسلام .
الباحث التربوي
عبد الفتاح بن أحمد الريس .
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
عبد الفتاح بن أحمد الريس
خـط الرجـعـة !
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3489114/