من الأهداف الأصيلة لرؤية ٢٠٣٠ رفع مستوى الأمان على الطرق وتقليل نسبة حوادث السير ، وهذا بالتأكيد مايؤدي في المحصلة النهائية إلى صون النفس والحفاظ على بقائها فاعلةً منتجة لبناء وطن طموح إنسانه فاعل وبيئته عامره .
لربما ينظر البعض إلى أساليب السلامة المرورية الآلية بمزيد امتعاض ، لاسيما وأنها تحجم أموالهم لصالحهم وللصالح العام عمومًا ، ولأن هذه القوانين منهجًا لابد منه رغم صرامته ؛ فارتأيت أن نخاطب المعنويات بدلًا من الماديات فكانت هذه الفكرة على حدود منطقةٍ كمنطقة الباحة ولربما تشع ليصل ضوؤها لكافة أرجاء الوطن .
جائزة الباحة السنوية للسلامة المرورية تهدف بالإضافة لتحقيق رؤية ٢٠٣٠ ، تهدف لنشر ثقافة القيادة الآمنة وتجسيد مفهوم التوعية البينية والتي تعني أن يتولى قائد المركبة التوعية لنظرائه ، ولقد قسمتُ فئات الجائزة لثلاث فئات : لقائدي وقائدات المركبات ممن تزيد أعمارهم عن ٢٢ عامًا ، وللاعمار من ١٧ -٢٢ ، وللمقيمين ، وتتلخص معايير الجائزة في :
- مرور عام كامل بلا أية مخالفة على جميع مركبات القائد بالإضافة لخلوها من التشوهات المرورية أو البصرية .
- تكون المركبة مفحوصة ومجددة ومؤمنة بلا تأخير . ويضاف للفئة الثانية من (١٧- ٢٢) معيار : قيامه بتقديم أدوار توعوية فاعلة وذات أثر في محيط مدرسته أو الجامعة ، كما يضاف للمقيم معيار : قيامه بتقديم أدوار توعوية فاعلة مع أفراد جنسيته أو جنسيات مختلفة .
أمَّا عن الجوائز فأقترح تقديم مبلغ ٥٠٠ ريال لكل قائد مركبة من فئتي الكبار والمقيمين ، يضاف لها وسام التميز في حال استمرار القائد متميزًا في السنة التالية ويصل المبلغ ٥٠٠٠ ريال ووسام الاستحقاق عندما يستمر متميزًا لخمسة أعوام متتالية ، أمَّا الفئة الثانية - وهم الأهم - فقيمة الجائزة ٦٠٠ ريال في السنة الأولى ويضاف لها وسام التميز في حال استمرار التميز لسنة تالية ووسام الاستحقاق ومبلغ ٥٥٠٠ ريال في السنة الخامسة على التوالي .
ولأن التميز سلوك ايجابي يجب إبرازه فقد كان وسام الاستحقاق والذي يمنح مستحقه المزايا التالية :
- بالإضافة إلى حصوله على المبلغ المستحق ؛ توضع صورته واسمه ومنجزه بصورة دائمة في مداخل إدارة المرور والفحص الدوري ومدارس تعليم القيادة.
- يمنح دعوة خاصة لحضور جميع فعاليات إدارة المرور بما فيها أسبوع المرور الخليجي.
- يمنح بطاقة القائد المسؤول والتي تخوله القيام بأدوار توعوية في مؤسسات المجتمع أو تنظيم حملات توعوية مرورية وذلك بعد التنسيق مع إدارة المرور .
- أما المقيم فيضاف له ميزة وهي توجيه دعوة لقنصل بلاده لحضور حفل تكريمه .
بلا شك أنَّ التمويل هو الركن الأهم دائماً وبدونه سوف تبقى الأفكار حبيسة الورق أو تجويف الرأس ولذا رأيت أن يكون التمويل بإحدى الطرق التالية أو بهم جميعًا :
- منح المواطن فرصة المشاركة في التمويل من خلال فتح باب الدعم مع حفظ حق كل داعم .
- عقد شراكات مع جهات راعية .
- تحفيز رجال الأعمال للمساهمة وذلك بإطلاق اسم رجل الأعمال على الفرع الذي قام بدعمه .
وهنا أصل إلى المحطة الأخيرة ومعها تكتمل فكرة الجائزة ، ويتبقى أن يلمس كل قائد وقائدة مضامين هذه الفكرة بتطبيقها على الواقع ، لننعم بقيادةٍ آمنة وسط أجواءٍ تحفيزية تذكي السلوك الإيجابي وتطفىء السلوك السلبي وصولًا لتحقيق أهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠ في تقليل حوادث السير ورفع نسبة الأمان على الطرق .