الصداقة الحقيقيّة هي تلاحم شخصين في شخصيّة واحدة تحمل فكراً واحداً,ويقال عنها أنها كلمة تحمل معانٍ عدّة أجملها التّضحية من أجل الآخر، والتحرّر من الانطوائية، والاندماج مع الآخر... لا يمكن للإنسان العيش من دونها، هي مُتنفّس حيث يجد المرء منا كلّ راحته في التّعبير عن رأيه بكلّ طلاقة ومن دون أن يشعر بأنّه مقيّد... تُضاعف من سعادتك، وتُنقص من حزنك... ف الصديق يمكنه قراءة أحزانك من وجهك؛ ومن هنا يا صديقى أبشرك أنك في طريق البدء لصداقة وفية مثالية.
صديق الروح: هو مرأة الحقيقة دون زيف أو خداع, من يجعلك تشعر وكأنك تجالس نفسك، ولا يظن بك ظن السوء، فسرعان ما يسامحك إذ أخطأت، ويلتمس لك الأعذار، هو من يرعاك في حضورك وغيابك، ويحفظك وكل ما يخصّك، ولا يتركك في فرحك أو حزنك، يتمنى لك الخير أكثر مما يتمنى لنفسه، هو من ينصحك إذ ما أخطأت ويعينك على الخير, ولا يخجل من مرافقتك، هو من يدعو لك في غيابك، وحبك في الله، هو من يفتخر بك، ويسرع في مساعدتك، وهو من صدقك الوعد، وكان وفياً لك!!
ولاسيما, يجب أن تتأنى في اختيار الصديق المناسب، فليس أي شخص يتكلم معك يمكن أن تقول عليه أنه صديق ولكن الصديق هو الذي يمكن أن تتعرف عليه وقت شدتك، حيث أن الصديق وقت الضيق، لذا يجب الحذر مع أي شخص ولكن عندما تتأكد أنه صديق وفي؛؛ فيمكن حينها أن تعامله كأنه نفسك, وما أجمل هذا الشعور الصادق من الصديق الصدوق.
وفي اختيار الصديق فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أرشد إلى ذلك بقوله: "لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقى..."ومن ثم, يأخذ الصديق الصالح بيدك إلى الله،
وهناك فرق كبير بين الصداقة والحب فليس بالضرورة أن يكون هناك حب بينك وبين صديقك، فالحب أكبر بكثير من الصداقة...!.
ويؤكد عالم النفس ديفيز أنّ الحب والصداقة يتشابهان في وجوه كثيرة ومتعددة، غير أنّهما يختلفان في مظاهر ونقاط أساسيّة تجعل علاقة الحب أعمق وأصدق؛ إلاّ أنّها أقل استقراراً من الصداقة التي تدوم لفترة زمنيّة طويلة. كما يُعبر ديفيز عن العلاقة بين مفهوم الحب والصداقة في جملة :"أنّ الحب صداقة يستوعب كل مكوناتها، ولكنّه يزيد عليها بخاصيتي الشغف والعناية التي تشمل الحماية والدفاع".
ومن أقوال الحكماء عن الصداقة الحقيقية:-
أحمد خالد توفيق: "معنى الصداقة هو أنني تلقائيًا أراك جديرًا بأن ائتمنك على جزء من كرامتي".
جبران خليل جبران: "إذا صمت صديقك ولم يتكلم فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء له؛ لأن الصداقة لا تحتاج إلى الألفاظ والعبارات".
توفيق الحكيم: "إن الصداقة لشيء عظيم.. إنها الوجه الآخر غير البراق للحب.. ولكنه الوجه الذي لا يصدأ أبدًا".
وختاما... نحن في زمن إذا قيل للحجر كن إنساناً لقال : عذراً فلست قاسياً بما يكفي!!
ولذلك أصبح عملة نادرة أن تمتلك صديقًا حقيقيًا يتميز بالوفاء والقيم الأخلاقية الفاضلة، فلا تحاول خسارته أو التفريط به مهما كان الأمر، لأن الصداقة الحقيقيّة كالجوهرة، من الصعب الحصول عليها والأصعب من ذلك الحفاظ عليها على مرّ السنين والأيام، فالصداقة بمثابة الوطن الذي ينتمي إليه كل شخص مخلصٍ صادقٍ حقيقي، وهي مشاعر لا نستطيع التعبير عنها بالكلام فنكتفي بالصمت أمام عظمة وجمال أفضل علاقة إنسانية وهى الصداقة...