طفرة بل قفزة كبيرة حققها نادي الإبل برئاسة الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين، الذي يرجع الفضل إليه وتحقيقاً لرغبة القيادة الرشيدة في أن يكون مهرجان الإبل، محط أنظار الجميع ليس داخل المملكة وحدها أو على مستوى الشرق الأوسط بل على المستوى الإقليمي والعالمي.
ولعل هذا النجاح الذي حققه "بن حثلين" والصيت الطيب والسمعة الحميدة لنادي الإبل بصفة عامة ومهرجان الملك عبد العزيز بصفة خاصة لم تأتي من فراغ ، بل جاءت بعد جُهد جهيد ، ومتابعة منه شخصياً، إذ فطن الرجل من الوهلة الأولى أن الحل الأمثل للحفاظ على الموروثات سيكون من خلال إنشاء هذا النادي الذي يلتف حوله الجميع من أنحاء ومناطق المملكة.
وعلى المستوى الاقتصادي فقد أصبح نادي الإبل رافداً اقتصادياً وتجارياً مهماً من خلال تحقيق صفقات ضخمة في عمليات بيع وشراء الإبل وانتقاء السلالات النادرة لعرضها في المهرجان، ولعل من أبرز الصفقات التي تحققت في تاريخ" الوضح" تلك التي تم فيها شراء 15 فرية من "البعيجان" والتي بلغت قيمتها 120 مليون ريال.
كما يرجع له الفضل في أن أحدث تطويراً هائلاً بنادي الإبل إذ جعله ملتقى لرجال الأعمال والمستثمرين والزوار والأسر المنتجة، يقف جميعهم على مسافة واحدة دون تمييز شخص أو فرد عن الآخر فالكل مرحب به، حتى أنه أشرك العنصر النسوي ليكونّ درة تاج النادي، حيث سيشهد هذا العام مشاركة نسائية أوسع ، إذ تم تحديد شوط كامل للنساء ضمن فاعليات مهرجان الملك عبد العزيز.
ولم ينس الرجل أن العالم أصبح قرية صغيرة، يدور في فلك المنصات الإلكترونية ، فأطلق منصة "سَمِّها" من أجل اختيار أسماء الشعارات المناسبة ، والبعد عن الشعارات المخالفة ، وحفظاً لحقوق أصحابها، كالاسم التجاري المميز ، حيث كسر اسم الفردية "السعودية" الرقم القياسي عبر المنصة بعد تجاوزه أكثر من مليونَيْن ونصف المليون، مسجلاً أكبر رقم مزايدة في أسماء فرديات الإبل، وبلغ أعلى قيمة سوقية بمبلغ 2.700.000 ريال.
ووراء هذا التطوير يقف جيش من الرجال الذين تم اختيارهم بعناية فائقة على أن تكون الجدية وحسن التصرف الشرط الأول في العمل خلف الكواليس، لإنجاح المهرجان الأكبر على مستوى العالم، والذي تم تحديد له موعداً ثابتاً من كل عام وهو في شهر ديسمبر بمدينة الرياض، حتى يستعد له المستثمرين بشكل مسبق، من كافة بقاع الأرض.
كما يحرص القائمين على تنظيم المهرجان على تسهيل الوصول للمهرجان من خلال وضع الإرشادات والإجراءات اللازمة من خلال قسم العلاقات العامة لتذليل أي صعوبات أو عقبات أمام الزائر للمهرجان، سواء من داخل أو من خارج المملكة ، ليكون عُرساَ سنوياً لا يقل أهمية بل يزداد عنها في أنه يجمع بين الأشقاء الخليجين والعرب من جانب ، وملتقى للثقافات المختلفة في شتى أنحاء المعمورة.
ولا استبعد أن يُفاجئنا رواد النادي بإنجازات قادمة لا نعلمها على غرار منصة "سمها" التي باتت أيقونة ونجماً يهتدى به في تنظيم مهرجانات الإبل على مستوى منطقة الخليج، فالإنجاز والاختراع يأتي من مجرد فكرة لكنها ليست اي فكرة، إنها بمثابة اختراع لابد أن يسجل باسم صاحبها الشيخ "بن حثلين".
إن مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في دورته السادسة سيكون- بإذن الله- وبفضل مجهودات القائمين عليه رمزاً وعلامة وبصمة ستظل راسخة في أذهان وعقول عشاق الإبل من مشرق الأرض إلى مغربها، وكفى به أنه يرعى ويحافظ على أجلى المخلوقات التي حازت على ثناء الله عز وجل ومثالا واقعاً يذكرنا ببديع صنعه وعظمة خلقه ،حينما قال في محكم التنزيل:" أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ".. فشكراً لكل من وضع بصمته في هذا الصرح العظيم وخلد ذكراه من أجل تحقيق رغبة قيادتنا الحكيمة.
بقلم : عبدالعزيز منيف بن رازن.
عضو اللجنة الاستشارية بمركز الإعلام والدراسات العربية الروسية بالرياض