سنقف يوماً على أعتاب الحياة نلوح لها بأيدينا آملين الرخاء بعد المشقة ، سنقف بضعاً مبتهجين ليوم الوداع
وسنقف بضعاً آخر منصعقين لهذا اليوم ، ليوم لقاء لم نعدد له العُدة لم نضعه بين طيّات الأيام والساعات ،
مضينا مرحا ولهواً ولم نتذكر أننا جميعا إلى الله عائدون
نعلم أن الدُنيا دار متاع وأن ما عند الله خير وأبقى افلا نعقل ؟.
عقارب الساعات تخبرنا أنكم ذاهبون في يومٍ لا مفر منه .
ونحنُ الباقون ،نحن الجمادات باقون ولكن بطريقة مختلفة عما تفكرون به ،نلقاكم يوم المحشر نقف شاهدين لكم وشاهدين عليكم بأن وقتكم ذهب سدى وأن وقتكم ذهب نفعاً
فراغكم لم يملأه ما ينفعكم أنا الصامت سوف أنطق أمامك،
وجميع حواسك ستنطق نيابة عنك سيصمت لسانك أمام منطوقنا رهبةً وخيفة .
ستعلوا ألسنة الجوار وأنت تقيم حواراً صعب الجواب كيف أنني أصبحت الآن بين يدي البارئ وانا جميع مالدي تحدث عني وأنا الصامت الوحيد أين لساني الذي تعاليت فخراً بلغته وبثقافته ؟أين لساني الذي شتم وقذف ؟ أين لساني الذي شهد حقا ووقف يوما ؟
والآن بعد الحساب فقد رجح الكف ومال لا وقت لمراجعة الموازين والنظر للنفس واللوم ،انظر أمامك بابان أحدهم إلى الجنة والآخر إلى النار لست مخيراً بينهم الآن أصبح مصيرك محتم، بينما وأنت في دار اللّهو والمتاع كنت مخيراً إلى أيهم سوف تدخل ومن أجله ستعمل .
الآن محتمٌ علينا الوقوف والتفكر ،ماذا أعددنا ليوم وداعنا ؟
بقلم أمل العيسى