في جوٍّ عاصف وتحت وابلٍ من المطر الغزير ، نزلَ (أبطالنا) إلى ملعب (ويسترن سيدني) تحتَ شعار (اليومُ ليسَ ككلِّ يوم) ، (كانوا) يعرفونَ أنَّ (معركة) سيدني - من منظور أصحاب الأرض - لا تقبلَ القسمه على اثنين ، فالفريق الأسترالي الذي تنازل مرغماً عن صدارة المجموعة على يد اليابان ، سيرمي اليومَ بكل أوراقهِ لاستعادتها ، وإن كانَ ذلكَ على حساب الفريق السعودي .!
عشرون ألف متفرّج استرالي إحتشدوا منذ وقتٍ مبكر في ملعب المباراه ، جاءوا على شوق بعد طول غياب لمؤازرة (السوكروز) العنيد .!
في الجهة المقابلة ، كان هناك ( ألفا ) سعودي فقط ، لكنَّ (واحِدَهم) بعشره ، كانَ (صوتهم) يعلو على كل صوت ، (ورايتهم) تعلو على كلِّ رايه ، وأمام هذا (المنظر المهيب) ، دخلَ الشّك إلى قلوب الأستراليين ، وعرفوا أن العبرة ليست بالكثرة ، وأن الأمطار التي تهطلُ لن تكون عائقاً أمام (صقور) الصحراء لاصطياد (الكنغر) في عقر داره .!
سارَ كلُّ شيئٍ كما رسمهُ (الثعلب الفرنسي) رينارد ، كان الضغط على حامل الكرة في كل أرجاء الملعب هو العنوان الأبرز للقاء الأمس ، وإن تفوقت مهارة لاعبينا على القوة البدنية للمنتخب الأسترالي في فتراتٍ كثيرةٍ من عمر اللقاء ، كان تحقيق الفوز هو المطلب الأول ، لكن الأمور لا تسير كما نريد ، فعندما تتغيّر الصورةُ وتصبح الموازين متكافئه ، تتغيرُ الأولويات ، (ونقطةٌ واحده) في سيدني خيرٌ من خسارةٍ كلّ شيئ ، وهذا ما اقتنعَ بهِ كلًّ من (هيرفي رينارد) و (جراهام أرنولد) ، لسانُ حالهم : (ما لا يُدركُ كُلّه ، فلا يُترَك جُلّه) .!!
خاتمه : (نجم اللقاء) .!
يعلم الله أنني ما كنتُ لأتطرّقَ إلى أمرِ (النجوميّةِ) هذا ، فما كان يهمني في المقام الأول قد تحقق ، وهو النتيجة التي عدنا بها من تلك الليلة الصعبة في (سيدني) ، لكنَّ (أُناساً) من أولئك الذين (يُطلّون) علينا كل يوم من خلال (شاشات التلفاز) ، جعلوا من موضوع النجومية هذا (نصراً شخصياً) يتباهَون به بأنديتهم ونسوا أننا في محفلٍ ، الفائزُ فيه هو الوطن بعيداً عن كل الألوان .!؟
لن أردَّ على هؤلاء وسأكتفي بما قاله (جراهام أرنولد) وهو يصف (محمد الربيعي) .!
يقول جراهام أرنولد :
(إصطدمنا بحارسِ مرمى ، أشكُّ أنَّ "قطراتِ المطر" قد "دخلت" إلى مرماه) .!!