مترو الرياض يعتبر من أهم المشاريع حاليا وهو مشروع وطني ضخم سوف يكون له نتائج إيجابية كثيرة في حل جزء كبير من أزمة النقل، وهذا المشروع رُصد له مليارات الريالات، وسوف يأخذ وقتا ليس قصيرا حتى ينتهي التنفيذ والتشغيل وسوف يعاني الكثير من سكان المدينة من تبعات تنفيذ هذا المشروع، لكن أثق ان الناس سوف تتحمل هذه الفترة لإدراكها في أهمية وجدوى هذا المشروع الحيوي على مستقبل مدينتهم.
لكن أخشى أن يكون نهاية هذا الصبر والتحمل والمشقة أن يخرج علينا مشروع مشوه في بنيته الأساسية وجودته وتقنيته وطريقة تشغيله وهنا يذهب هذا الصبر والتعب والتحمل هباء منثورا وينتج عنه معاناة أكثر من السابق.
لذلك اعتقد ان أكبر مشكلة تواجه المشروع في بدايته هي تنفيذ البنية الأساسية، فإذا بدأ المشروع على أساس خطأ وعمل هش ودخلت فيه بعض المؤسسات الضعيفة وعمالة رديئة فلك أن تتخيل الكثير من المشكلات بسبب هذه المؤسسات أو ما تسمى مؤسسات الباطن. في مثل هذا المشروع الضخم يجب أن نتخلص من الفكرة السطحية وهي دعم المؤسسات الوطنية، فلا يجب أن يكون مثل هذا المشروع الوطني ضحية وحقل تجارب لهذه المؤسسات وعلى حساب المواطنين، قد تكون الفكرة مقبولة ومطلوبة لو كانت التجارب السابقة ناجحة لكن تاريخ هذه الشركات ينبئ بمستقبل سيئ لهذا المشروع لو سلمناه لهذه المؤسسات.
لا أرى أي مشكلة في أن تقوم الشركات العالمية التي تم التعاقد معها باستقدام عمالة محترفة من شرق آسيا. على سبيل المثال تأتي بقضها وقضيضها فعدة آلاف من العمالة الماهرة لن تؤثر على بلد فيها ملايين العمالة، وهي عمالة موقتة ومنظمة ويتم وضعها في مواقع سكنية معينة تأتي لإنهاء المشروع وتغادر، ونحصل على بنية أساسية قوية متينة، خاصة ان المشروع مدفوع فيه مليارات الريالات ومشروع وطني للأجيال القادمة.
المشكلة الثانية هي تشغيل المشروع بعد نهاية التنفيذ، فإذا لم تتم إدارته بعقلية إدارية واعية فسوف يكون أسوأ مما شاهدنا في مشكلة النقل الجماعي الذي فشل بسبب عدم وجود مثل هذه العقلية الإدارية الواعية، فالتشغيل هي قضية محورية في نجاح هذا المشروع وفعاليته والاستفادة منه، أتمنى أن تقوم شركة عالمية باستثمار تشغيل هذا المشروع لمدة طويلة لتشجيعها على الاستثمار المربح وبالتالي سوف تحرص تلك الشركة على تقديم خدمة ممتازة لأنها تُريد فعلا تحقيق الربح ونجاح مشروعها.
أجزم ان القطار سوف يحقق نجاحات كبيرة لو تجاوزنا هاتين المشكلتين وسوف يكون من أعظم منجزات التنمية ويكون قدوة يحتذى بها في المشاريع المستقبلية.
الكاتب : فهد محمد العوين