لم يأت إعفاء وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة من منصبه ومن ثم تعيينه وزيرا للحج والعمرة من فراغ , أو من باب التغيير والتطوير كما يحلو للبعض أن يفسر ذلك , الدكتور الربيعة ذو الخلفية التقنية يعتبر وزير ناجح وبكل المقاييس ومن الطراز الأول , منذ أن غادر الدكتور غازي القصيبي وزارة الصحة لم يستطع أحد أن يملأ الفراغ الذي تركه إلا الدكتور الربيعة , قبل أن يتولى المنصب كانت الوزارة مثار جدل ونقد من قبل المواطنين ووسائل الإعلام . على الرغم من الدعم الكبير الذي كانت تقدمه الدولة لهذا القطاع الحساس . جاء الدكتور الربيعة وبتواضعه الجم وبنظرته الثاقبة والسعي الدؤوب , حتى نجح في القضاء على الكثير من المشاكل المزمنة التي كانت تعاني منها وزارة الصحة , بل نجد في عهده قد بدأت عملية توطين الوظائف الصحية وعلى نطاق واسع جدا , بل وامتدت كي تشمل القطاع الخاص بل وتم وضع حد أدني للإجور , وهذا بدوره ساعد في تسريع عملية السعودة في القطاع الصحي في المملكة . تعيين الدكتور الربيعة وزيرا للحج والعمرة كان قرارا صائبا وجاء في الوقت المناسب . لقد جاء قرار السعودية بفتح باب العمرة من كل دول العالم والسماح بالحج ل (60) ألفا من المواطنين والمقيمين وفق شروط وضوابط . هذه المرحلة تتطلب وحود وزير ذو خلفية صحية (كورونا) , وليس هناك أفضل من الدكتور توفيق الربيعة لقيادة هذه المرحلة , بعد أن نجح في مواجهة جائحة كورونا التي اجتاحت العالم أجمع , بل أن المملكة في عهده كانت في طريقها إلى تحقيق الرقم (صفر) في عدد الإصابات المسجلة . للمعلومية فإن وزارة الصحة طرف فاعل وعنصر رئيسي في نجاح موسم الحج , في تغريدة لمعالية عام 2016 قال فيها أن وزرة الصحة قدمت الخدمات الصحية في الحج لـ (400) الف مراجع وأجرت (27) عملية قلب مفتوح و (306) عملية قسطرة قلب . حتى نعرف مدى اهمية قرار تعيين الدكتور الربيعة وزيرا للحج والعمرة , يجب أن نتذكر أن مباراة كرة القدم بين فالنسيا وأتلانتا كانت السبب وراء تفشي فيروس كورنا في إيطاليا وإسبانيا بسرعة بل وخرجت فيها الأمور عن السيطرة وشكل الوباء في حينه خطر وجودي على سكان الدولتين . أعتقد أن الدكتور الربيعة قادر على مواجهة التحديات التي يشكلها موسم الحج القادم والعمرة .