قصة من المعاناة التي يعيشها أبناؤنا في هذا الزمن . عندما يفكر الشاب في الزواج فأول قرار ينصدم به ويكسر مجاديفه أن المهر سبعون ألف ريال في وسط مجتمعنا خاصة . وأيضًا هناك طلبات جانبية خاصة قد تحرج هذا الشاب الذي لا يستطيع الخلاص منها في ظل الضغوط المحيطة به قد تكلفه من المال ما يعلمه إلا الله ، وكذلك في رحلة أخرى من المعاناة في سبيل تجهيز هذا العرس من استراحة خاصة ولا أتحدث عن صالة كما في سالف الزمان ، بل وفي ظل الاقتصار على الاستراحات الخاصة لا أبالغ أن يلحق المعرس تكاليف لا تقل عن عشرين الف ريال من ذبائح وتكاليف طبخ وما يلحقه من لوازم هذه العرس ، وفي المجمل قد يتجاوز تكاليف هذا العرس مائة الف ريال ، وفي ظل قلة المال في يدي شبابنا ، والأمل في أن تراعى ظروفهم والعمل على خلق بيئة زوجية فيها تحقق درجات الرضا والسعادة بين الزوجين . وكذلك يجب أن ينصب فكر الزوجة إلى بعد الزواج وليس لحظة الزواج ؛ لأنها تعيش معه بعد الزواج حياة طويلة إذا يسر الله لهم ذلك ، فعليها أن تختار ما بين حياة كريمة مباركة وهذا يتحقق في عدة أمور منها وأهمها تخفيف المهر عن الزوج .
وفي الحديث عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً)، وفي لفظ :  (إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مَؤُونَةً )
، أو تختار غير ذلك من الحياة التي يسودها نقص في المال والضيق في العيش بسبب إرهاق الشاب في المهر وتكاليف الزواج وقد يلحقها تكاليف أخرى بعد الزواج تكون سبب في تعاسة الأسرة
وأن المهر لو حدد بأربعين الف ريال أعتقد كافٍ للزوجة في قضاء حوائجها فالتغير في بعض السلوكيات المنتشرة وخاصة المهور وغيرها يكون له أثراً حسناً في مجتمعنا .
فالواجب علينا جميعاً التعاون في سبيل تخفيف المهور ولا يكون هذا الأمر أو الرأي حكراً لشخص معين أو يحتاج أن يتصدر من شخص معين بل بتكاتف الجميع .