لقد راهنت القيادة العليا في وزارة التعليم على التعليم عن بعد , وزير التعليم قال : أن التعليم عن بعد خيار إستراتيجي , وذهب نائب وزير التعليم للجامعات والبحث والإبتكار إلى ما هو أبعد من ذلك عندما صرح قائلا : التعليم عن بعد ليس خيار استراتيجي بل لا بديل عنه ؟! . على الرغم من أن التعليم عن بعد خيار إقتضته الضرورة القصوى (كورونا) وليس لأنه الأفضل . وهذا للأسف كان أيضا هو رأي بقية القيادات التعليمية في الوزارة . وقد راهن الجميع على ذلك وبالتالي لم تكن هناك أي خطط بديلة في حال تم إتخاذ قرار بالعودة إلى التعليم المباشر (الحضوري) , والذي كان متوقعا في أي لحظة (اللقاحات) . وما أن صدر الأمر السامي بالعودة إلى التعليم المباشر , إلا ووزارة التعليم تستيفظ على كابوس ؟! , لم يكن هناك أي إستعداد أو أي تصور والدليل على ذلك القرار الذي أصدره معالي الوزير وعلى عجل والذي ينص على تشكيل لجنة لوضع تصور , نعم مجرد وضع تصور لكيفية عودة الملايين من الطلاب إلى مقاعد الدراسة وفي مدة زمنية أقصاها خمسة أيام ؟! . لقد كان معالي الوزير ومساعده في شغل شاغل في مواضيع ليس لها علاقة في التعليم , مثل ترقية هذا الموظف وحرمان ذاك وتجميد الترقيات وتغذية الصراعات بين االكادر التعليمي والكادر الإداري . وللمعلومية فأنا أحد ضحايا هذه الصراعات . الآن معالي وزير التعليم وقبل أيام قليلة من بدء العام الدراسي يتفقد عددا من المدارس ويخال إليك بأنها من (فئة خمسة نجوم) طبعا هي لا تعكس الواقع ، ومستوى جاهزيتها في تطبيق الإجراءات الإحترازية , ولم ينسى معالية من أجل التلميع (الفلاشات) أن يقوم بتسليم عدد من الطلاب كتبهم الدراسية (؟!) , وبالتالي إعطاء إنطباع (كل شيء تمام يا فندم) . لقد كانت القيادات التعليمية في المناطق والمحافظات أكثر نضجا ووعيا من القيادات التعليمية في وزارة التعليم , على سبيل المثال إدارة التعليم في منطقة تبوك بدأت فيها الاستعدادات للعام الدراسي الجديد قبل نهاية العام الدراسي الماضي , مدير التعليم الأستاذ إبراهيم العمري بالكاد تجده يجلس في مكتبه , شعلة من النشاط تجده دائما في الميدان يتفقد المدارس , الصيانة , توزيع الكتب الدراسية , متابعة البنود والإحتياجات في الداخل وفي جميع المحافظات , وقس على ذلك الكثير من الإدارات التعليمية في المملكة . التغيير مطلوب وهو من السنن الكونية ولا بد أن يطال وزارة التعليم .