يظن الكثير من عشاق كرة القدم أنّ دور المدير الفني ليس ذا أهمية كبيره إذا ما قورن بدور اللاعبين على أرض الميدان ، والحقيقة أن هذا اعتقادٌ خاطئ ، فبرغم إيماننا بأن هناك لاعبون لا يمكن بأيّ حال إغفال دورهم في ترجيح كفّة فريقٍ على آخر إلاّ أن الكلمة العليا في معظم الأحيان تكون للمدير الفني .!
سأتحدث معكم اليوم عن دور المدير الفني في تطبيق بعض خطط اللعب وسأختار هذه المَرّه إحدى (طرق الدفاع) التي يتم تطبيقها لاسترجاع الكرة وهي (طريقة الضغط) على لاعبي الفريق المقابل ويتم تنفيذها بطريقتين مختلفتين .!
الطريقة الأولى هي طريقة (الضغط المتقدم) أو الضغط على الخصم (في نصف ملعبه) أو بمعنىً آخر ، الضغط على (أفراد الخط الخلفي) للفريق المقابل لمنعهم من بناء الهجمات أو تعطيلها على أقل تقدير ، وتعد هذه الطريقة رغم صعوبتها ، من أنجح الطرق لإبعاد خطر المنافس (وقتل) هجماته (في مهدها) .!
لا يمكن لأي فريق تطبيق طريقة (الضغط المتقدم) بنجاح إلاّ إذا توافر لديه (ثلاثي هجومي) يتمتع أفرادهُ بالسرعة والحركية والجاهزية البدنيه واليقظه ! تبدأ هذه المهمةُ عادةً من رأس الحربه أو (المهاجم الصريح) كونُهُ أقربَ اللاعبين إلى دفاعات الخصم وعلى وجه التحديد متوسطي الدفاع .! هذا الضغط الذي يقوم به (رأسُ الحربه) يجب أن (يتزامن) مع ضغطٍ قوي آخر يقوم به (لاعبو الأطراف) على ظهيرَي الجنب ، وقد يشاركهم في ذلك (لاعب الـ ٩.٥) بالضغط على حارس المرمى في حال إرجاع الكرة إليه .! كل ذلك الضغط من قبل المهاجمين إن لم يتم في نفس اللحظة ودون تأخير فلن يكون ذا جدوى .!
الطريقةٌ الأخرى هي طريقة (الضغط المتأخّر) ، وهي أن تتركَ لخصمك حريّة الحركة وتناقل الكرة في ملعبه (بعيداً عن مناطق الخطر) ثم تبدأ عملية الضغط بمشاركة جميع اللاعبين بمجرّد وصول الكرة إلى (خط منتصف الملعب) ، وهذه الطريقة يلجأُ إليها بعض المدراء الفنيين في المباريات الصعبه وعلى الأخص في حال تقدّمهم بالنتيجه ، حيث يتم فيها تضييق مساحة اللعب على لاعبي الفريق المنافس وتعد هذه الطريقة من الطرق الملائمة للفرق التي تميل في الغالب إلى استخدام النهج الدفاعي كما أنها لا تتطلب جهداً بدنياً كبيراً كسابقتها ، ولعلّ أخطرُ ما فيها هو أنّها تتيح للخصم فرصة مهاجمتك بأكبر عدد من لاعبيه وقد تجبرك على ارتكاب الكثير من الأخطاء .!
إلى اللقاء .!!