الشخصية الوطنية التي سنتحدث عنها في هذا المقام ليست ككل الشخصيات التي عاشرناها أو جالسناها لمدد طويلة وإنما هي من الشخصيات التي استأسرت النفوس بكرمها وجميل صنعها وأصالة معدنها حتى غدت محبوبة لدى جميع ساكني محافظة ضباء بمنطقة تبوك وخارجها ممثلة في العم الشريف أحمد فيصل بن عون الهجاري يرحمه الله والذي لم يتوقف عمله ونشاطه الحياتي عند حد وظيفته الرسمية كعمدة لهذه المحافظة والتي شغلها عام 1371هـ واستمر فيها لخمسون عاماً بعد أن تم تمديدها (10) سنوات اضافية بناءً على طلب الأهالي وبدعم من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي ألأمير فهد بن سلطان يحفظه الله وإنما تجاوزها للقيام بأعمال إنسانية وخدمية متنوعة كإصلاح ذات البين وتسهيل مهمة الجهات المختصة وفاعلوا الخير للوصول للمحتاجين بالمحافظة لأجل مساعدتهم فيما يحتاجون إليه بالإضافة لمساهماته الفاعلة في توفير ما أمكن للمحافظة من خدمات ضرورية ومنها على سبيل المثال لا الحصر افتتاح كلية متوسطة للبنات عام 1404هـ فهو رجل فطن وذو نظرة ثاقبة وحكيم ومتواضع ومتسامح وقنوع ونزيه ومخلص وأمين ويتحمل المسئولية ويجيد فن الإقناع ولا يخوض أبداً فيما لا يعنيه أو يبوح بأسرار عمله أو بأي قضية اجتماعية يُساهم في حلها بالإضافة لعدم توانيه في تقديم العون والمساعدة لكل من يطرق بابه طمعاً في كسب الأجر والمثوبة من عند الله تبارك وتعالى وعندما سألناه ذات مرة عن دخله الشهري عند أول التحاقه بهذا العمل قال كان متواضعاً جداً ولكن العبرة ليست فيما يملكه الشخص من مال قلّ أو كثر وإنما في بركته وفي حسن التدبير والاعتدال في الانفاق كما حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف ناهيكم عن حرصه الشديد على بر الوالدين وصلة الأقارب والارحام والجيران والأصدقاء وترسيخ ذلك في نفوس أبنائه وبناته كقوله مثلاً هل زرتم أو اتصلتم بأعمامكم أو خالاتكم أو أخواتكم ؟ وهو السؤال الذي كثيراً ما نسمعه منه وقتما نجالسه بحكم اقتراننا بأحد بناته تزيد على ثلاثة عقود ولد العم أحمد فيصل بمحافظة ضباء عام 1344هـ ويعود نسبه إلى الأسرة الهاشمية العريقة التي تنتهي بنسب النبي محمد صل الله عليه وسلم وتربى في كنف والديه متنقلا بين محافظة ضباء ومكة المكرمة مقر أسرته الدائم ولما بلغ سن الخامسة من عمره التحق بمدرسة ضباء الابتدائية عام 1349هـ لتواجده مع والدته هناك وتحصل على شهادة الصف الخامس حيث لا يوجد آنذاك صف سادس ولحبه العمل بعد اجتيازه لهذه المرحلة فقد شارك مع نفر من أهالي المحافظة في بناء قلعة الملك عبد العزيز والتي اكتمل عقدها عام 1351هـ تزوج العم أحمد مرتين فبعد وفاة زوجته الأولى تزوج بأخرى ورُزق منهن بنين وبنات ومن بينهم أبنه الأكبر محمد والذي شغل مُشرفاً للمبيعات في عدد من مكاتب الخطوط السعودية بمحافظة جدة حتى تقاعده وأبنه عبد الغني والذي لا يزال يعمل بشركة أرامكو بجدة بالإضافة لقيامه بدور محلل رياضي في أكثر من قناة فضائية وأبنه عبد الله والذي يعمل حالياً مديراً لفرع مكتب شركة المياه الوطنية بمحافظة ضباء ولدور العم أحمد فيما يحقق المصلحة العامة ويحفظ كيان الوطن فقد حضي بثقة وتقدير جميع ملوك هذه البلاد الأجلاء بالإضافة لأمراء منطقة تبوك لا سيما الأمير فهد بن سلطان حفظه الله والذي دائماً ما يحرص على تفقده ومساعدته وخاصة عندما أشتد به المرض الذي استمر لسبع سنوات حتى وفاته عام 1428هـ وما زيارة سموه الكريم لمنزله عام 1422هـ ومن ثم سمو نائبه آنذاك الأمير جلوي بن عبد العزيز فيما بعد (حضرنا الزيارتين) إلا خير شاهد لهذا الاهتمام المفعم بالمودة والتقدير هذا عدا كونه أحد وجهاء المحافظة البارزين ولذلك كان من أوائل مستقبلي سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حين وصوله عام 1382هـ يرحمه الله وحينما كان صغيراً تشرف بالسلام على جلالة الملك عبد العزيز مؤسس هذا الكيان الكبير طيب الله ثراه وهو في طريقة لبيت الله الحرام ولإعجابه به وهو يصافحه سأله : أنت ولد مين ؟ فأجابه أنا ولد الشريف فيصل بن عون الهجاري فقال له ( والنعم فيكم ) وأمر بصرف مبلغ مالي سنوي له شمل فيما بعد جميع أفراد أسرته ولحرصه على التفقه في الدين فقد حفظ سوراً كثير من القرآن الكريم والأحاديث النبوية وتزود أيضاً بعلوم أخرى دينية وأدبية وثقافية بالإضافة لقيامه بالرحلات البرية والبحرية التي يعشقها وصفه محبوه وزملاؤه بأنه إنسان وقور ورجل المهمات الصعبة فيما وصفه المربي والأديب والمؤسس لنادي تبوك الأدبي محمد بن عمر عرفة بأنه شخصية بشوشة ومنطقه سليم وحديثه ممتع أما د. محمود عاشور أبو هاشم نائب مدير التدريب بمستشفى الملك فهد التخصصي بتبوك فقد وصفه بأنه عالي الهمم ورأيه سديد وأن والده يعتبره بمثابة أخ شقيق لا يستطيع مفارقته طويلاً تم إجراء لقاء معه بحضورنا بمناسبة المئوية للمملكة عام 1319هـ من قبل الإعلامي المخضرم سداد محمد السعيد يرحمه الله عندما كان مديراً لمحطة تلفزيون تبوك أنذاك وأودع حينئذ بدارة الملك عبد العزيز بالرياض ولعلنا بهذه الأسطر قد أبرزنا شيئاً من مآثر العم أحمد فيصل أسكنه الله فسيح جناته ليظل محفوراً في ذاكرة التاريخ وقامة وطنية يحتذى بها في العطاء والإنتاج المتميز بروح الإيمان وصدق النية مع الله وللجميع عاطر التحية.
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
- بعد 60 يوماً لانتهائها.. “المرور”: غرامة التأخير عن تجديد الرخصة 100 ريال للسنة
المقالات > #أضواء_الوطن, #ضباء, #مقالات, #مقالات_عبدالفتاح_الريس > “الهجاري”.. مسيرة عطاء لمحافظة ضباء
18/08/2021 11:30 ص
عبد الفتاح احمد الريس
0
243002
(0)(2)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3461930/