وتعودُ بيَ الذاكرة من جديد ، تعودُ إلى تلك الأيام الجميلةِ التي وصل فيها (عمر السّومه) إلى النادي الأهلي .! جاءَ عُمر ، ولم يواكب مجيئهُ تلك الهالة الإعلامية التي واكبت وصول غيره من لاعبي الأندية الأخرى ، جاءَ (بلا ضجيج) ، لأنّه لم يكن يُحبُّ الضجيج .! جاءَ ولم يخطر على بال أحد ، بأنَّ هذا (الهادئ) القادم من الدوري الكويتي سيفعلُ كلَّ ما فعل ويصبحُ في يومٍ ما حديثَ الشارع الرياضي السعودي بأكملِه .!
كنتُ ممن راهنوا على نجاح (عمر) ، لأنّني كنتُ أعرف عُمر ، وها أنا اليوم وعلى الرّغمِ من كلّ تلكَ (الأسماء الكبيرة) التي استقطبها الأهلي إلاَّ أنَّ رهانيَ الأكبر ، يصبُّ لمصلحة الأسمر الذي جاءَ هو الآخر بنفس الكيفيه وبعيداً عن الصّخبِ والمزايدات ، جاءَ (الحَسَن نداو) ، ورحتُ أردّدُ مع (طرفة بن العبد) : ويأتيكَ بالأخبار مَن لم تُزوّدِ .!
يخطئُ من يظنُّ أنَّ (نداو) هذا سيكونُ لطيفاً كما هي عادة (أسود التيرنجا) ، أجزمُ أنّكم سترونَ (وحشاً كاسراً) لا يعرف الاستسلام ، وسترون أيضاً تلكَ (العقليّة الاحترافية) التي يملكها هذا السينغالي في أروع صوَرها ، سترونَ لاعباً من تلك الفئة القليلة من اللاعبين التي لا تحرص كثيراً على تسجيل (نصرٍ شخصيٍّ) بقدر حرصها في المقام الأول على تحقيق الفوز لفريقها ، يعرف هذا السنغالي ، أنَّ الفوز سيجيّر باسم الجميع وهو الذي سيفرح الأنصار ، أمّا الإنجاز الشخصي وإن تحقق فلن يكون له أيّ قيمه وسرعان ما يُنسى ، وتبقى الخسارة عالقةً في أذهان الجماهير .!!
كلُّ ما أرجوه أن تكون الليلةُ شبيهةً بالبارحه ، وأن تصدقَ (نبوءتي) في (انداو) ويكونُ ذلك (الحبيب) الذي جاءنا عل فاقه ، حبيبٌ ، (جاءَ يطُلْ .. فغَلبَ الكُل ) .!!