أصاب من أطلق على الحرب الالكترونية بالوكالة بـ”الذباب الإلكتروني” الذي ينال من الحقائق ويشوه صورة الأوطان ويحاول إسقاطه في مستنقع الخلافات والبذاءات ، فهم أكبر الأعداء وأشد الألداء للشعوب والأمم ،لهذا أصبح الحس العام في خليجنا نافر لهم ، صحيح أن النقد نوع من أنواع الحرية والديمقراطية ، ولكن ليس معناه التطاول والسب والقذف، واستخدام البذاءات من قبل فرق متخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة” تويتر” للشتم والتجريح وإلقاء التهم جذافاً.
ووصل الأمر إلى الخوض في الأعراض والتشكيك في الذمم ،و المؤسف أن هذا الذباب يخوض في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية ، بل قد يكون عابراً للقارات.
وحقيقة الأمر أن من زرع هذا الذباب وأوجد له مكان على الشبكة العنكبوتية هي بعض القنوات الفضائية وربما بعض الاستخبارات المعادية التي لا تكل ولا تمل من إيقاظ الفتن ما ظهر منها وما بطن، كوسيلة غير مرئية لهدم قيم الشعوب والأمم، فهي الأم الشرعية لهم، و المستقنع الذي تحتويهم ، وثديها القذر الذي يغذيهم ،
والغريب في الأمر أن تلك الفضائيات هي التي تستضيف ضيوف تزعم أنهم مرموقين وأصحاب وعي ، لم يمر أمام أعينهم أن الإسلام أوصى بأن المسلم ليس بشتام ولا لعّن ، ولا يتهم أحد دون دليل أو تحقق.
فالهدف من ذباب فضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي هو إرهاب الرأي الأخر وخاصة إذا كان يعارض توجهاتها ويكشف مؤامراتها الخبيئة والدنيئة في المنطقة، وأيضا الإيحاء للرأي العام بأن الرأي المخالف ان الجميع ضده ولا أحد يتفق معه من أجل إضعافه وإثارة الذعر والخوف من داخله.
وبالتأكيد يستثنى من ذلك المغرد "الوطني" وان وصف من قبل الحاقدين بذباب إلكتروني، والحل في اعتقادي هو يجب أن يكون لمجلس التعاون الخليجي دوراً في معالجة هذه الإشكالية ، من خلال طرحها في اجتماعات وزراء الإعلام العرب ووزراء الداخلية والجهات المعنية لكونها مسألة أمن قومي خليجي وعربي ،
كما ينبغي أن يكون للشركات التي تدير هذه التطبيقات دوراً في حذف الحسابات الوهمية الحاملة للأكاذيب ونشر الشائعات، وبالنسبة للأفراد فلابد رصد هذه الحسابات وأقل شيء هو الإبلاغ عنها لإدارة التطبيقات حتى يتم إيقافها إلى الأبد.
كتبه:
أ. عبدالعزيز بن رازن.
الباحث بمركز الدراسات العربية الروسية.