أمريكا وحلفائها خارج المستنقع الأفغاني بعد عشرين عاماً من المحاولات الفاشلة في ردم بؤر الإرهاب وتعزيز الإستقرار وتأمين الحدود وتشكيل جيش وقوات أمن وحكومة قوية وقادرة على فرض سيطرتها وتحقيق تطلعات ورغبات الشعب الأفغاني لتترك الساحة السياسية والعسكرية بحكومة هشة وجيش ضعيف لم يستطع مجابهة طالبان الحركة ذات الخبرة الطويلة في القتال مع أقوى جيوش العالم لتستحوذ بخبرتها على عدد من المدن والمقاطعات قبل الإنسحاب الكامل للقوات الأجنبية ! أمريكا التي أخطأت في العراق لم تتعلم الدرس ذاته في أفغانستان فهي بمركزيتها وقوتها لاتستطيع بناء أنظمة سياسية قوية بديلاً ناجحاً عن الأنظمة التي سعت لإسقاطها ! أم هو الحسم لمجرد الحسم فما بعد الإجتياح كان المشهد ذاته هنا أو هناك فراغ سياسي وفوضى داخلية وأرض خصبة للجماعات والتنظيمات المتطرفة التي تهدد الدول المجاورة والعالم ! وبعد هذا الفشل السياسي والعسكري تكتفي بوعود وتطمينات الحركة بعدم استهدافها واستهداف حلفائها تاركة الحكومة الأفغانية في مرمى نيران الحركة بلا أي دعم أو حماية مااضطرها للتعامل مع الأزمة التي تواجهها منفردة بتجييش الشعب رجالاًونساءً لمواجهة طالبان والحد من نفوذها فالعديد من القبائل والعرقيات منقسمين في ولائهم مابين موالين للحكومة ومؤيدين لطالبان انقسام شعبي نتيجة تطرف الحركة والتأثير الإعلامي والفشل الحكومي واختلاف الفصائل المعارضة تشير التطورات الميدانية والإعلامية الحالية أن طالبان تتقدم بخطى متسارعة مابين الإنتصارات العسكرية المتوالية والنجاح الإعلامي في الترويج الدعائي عن عقلية الحركة والإنفتاح والتغيير الذي تدعيه وتخاطب فيه شعبها الذي يتوجس من عودة حكمها المتطرف بقيوده الرجعية في الحياة العامة ومابين التودد للمجتمع الدولي ومسايرته بتأمين أفغانستان في حال عودة الحركة للحكم وفرض الإستقرار فيها ووعود بعدم استخدام أراضيها كمنطلق للعمليات الإرهابية ضدها من قبل أي جماعة أو تنظيم متطرف وعدم قبول أي لاجئين أو منفيين خارج إطار قانون الهجرة الدولي وتطمينات بين الحين والآخر للدول المجاورة ببناء علاقات ودية معها وحماية الحدود من الإعتداءات الإرهابية ويبدو أن طالبان التي قاتلت طوال العشرين عاماً مستميتة في إستعادة السلطة تحاول إقناع العالم بها والأهم تخليها عن الجماعات والتنظيمات التي لاقت ترحيباً ودعماً منها ! فبتنا نرى الصعود التدريجي نحو السلطة وسط صمت دولي وتغاضٍ أمريكي مايدفع بالتساؤلات التالية هذا الإنسحاب دفعة واحدة هل كان رغبة أمريكية من أجل أهداف استراتيجية للوقيعة بين العملاق الصيني والعدو الروسي على الأرض الأفغانية بين عيون ترقب ثرواتها وتخطط لمشاريعها المستقبلية فيها منذ زمن ومخاوف الطرف الآخر من إحياء ضغن الماضي بحكم أن أيديولوجية الحركة ربما تطغى على كل هذه الوعود والتطمينات مستقبلاً وفي حال اشتعال الحرب الأهلية هناك من جديد لفرض طالبان سلطتها القاسية على مدن ومناطق أفغانستان الزاخرة بالعديد من القبائل والأعراق والمذاهب المختلفة فمنتصف التسعينيات كان خير شاهد على بطش الحركة بكامل النخب السياسية والثقافية والإجتماعية ؟
أم هو انسحاب مشابه لجميع القوى الغازية على مر التاريخ لهذه الأرض الصلبة خلاصتها لافائدة من الإقتتال مع أهلها الأشداء فهي مقبرة الغزاة وتسليم بالواقع واعتراف بالحركة كشريك ومكون أساسي فيها؟ أم هي التفاته أمريكية للوضع الداخلي المتهالك بعد الجائحة؟ بعيداً عن هذه الشكوك والتساؤلات تبقى الحقيقة وببساطة ودون تعقيد هي أن للشعب الأفغاني بحكومته ومعارضيه الكلمة الفصل في تحقيق السلام الذي تزعم أنها تبحث عنه وبناء أفغانستان والنهوض بها انسحاب القوات الأمريكية والناتو مهما كانت أهدافه فهو في حقيقته اخلاء الساحة الأفغانية من أي صوت أجنبي والقاء المسؤولية على عاتق رجالها وقادتها لتحديد مصيرها ..!
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
بقلم :مي العصيمي
أفغانستان المعضلة
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3456288/