كثيراً ما أثّر الصالحون فينا وتعلمنا منهم العديد من قصص النجاح والكفاح والأخلاق الكريمة، ومن الأشخاص الذين يستحقون منا التحية والتقدير والعرفان لوالدي عبدالله بن صالح العوفي ذلك الرجل الذي قضى حياته في خدمة العباد وخدمة رب العباد.
في هذه السطور البسيطة أتحدث عن حياة هذا الرجل الفاضل، لذا أدعوكم لقراءتها والاستمتاع بها فربما نتعلم منها الكثير من الأخلاق الحسنة.
عبدالله العوفي والخدمة العسكرية
عمل عبدالله العوفي في الخدمة العسكرية لمدة طويلة من الزمن تُقدر ب 32 عاماً، حيث كرس حياته في خدمة الوطن وحماية المواطنين، كما أن حياته العسكرية مليئة بالكفاح والنجاح.
32 عاماً من الخدمة العسكرية بذل فيهم عبدالله الكثير من الجهد وكان أميناً مخلصاً في عمله لم يتهاون لحظة أو يتكاسل عن أداء واجبه نحو الخدمة العسكرية، حيث تدرج بالرتب العسكرية ومن منصب لآخر بدايتا عمل بالسنترال حين كسب ثقت مرؤسيه أوكل له التحقيق الجنائي حيث سبق هذا حصوله على دورة تحقيق جنائي في الأمن العام الى حين تقاعده وبالتالي يستحق كل الاحترام والتقدير.
هذا حديث عن جانب واحد من جوانب حياة الرجل الكريم عبدالله العوفي وهو جانب العمل والخدمة العسكرية، أما عن جانب الأخلاق الكريمة فحدِّث ولا حرج سنحتاج لكثير من الوقت حتى نتحدث عنها.
عبدالله العوفي ما بعد الحياة العسكرية
يتحلى هذا الرجل الكريم بالصفات الطيبة والأخلاق الحسنة حيث أنه أمين وعطوف على الفقراء والمحتاجين كما أنه رحيم حنين القلب والروح.
لازم عبدالله صلة الرحم طوال حياته حيث أنه دائماً يزور الأقارب ويحرص على السؤال عليهم بشكل مستمر، كما أنه رجل سخي يتصدق على الفقراء والمحتاجين ويشكر فضل الله وعطاءه الواسع.
بعد أن انتهى عبدالله من الحياة العسكرية ووصل لسن التقاعد لازم المسجد في المئذنة والإمامة لمدة 20 عاما بشكل تطوعي تماماً، حيث أنه لم يتقاضى ريال واحد مقابل الخدمة في بيت الله، وهذا ابتغاء وجه الله ورضاه.
كان هذا التطوع قراراً يهدف للحياة الآخرة، حيث أن عبدالله لم يفكر في لهو الدنيا وإنما طلب الجنة والنعيم الدائم، لذا أخذ هذا القرار ولازم المسجد لمدة 20 عاماً إلى يومنا هذا بفضل الله تعالى
هذا حديث بسيط عن رجل طيب من الصالحين، نسأل الله عز وجل أن يبارك في عمره ويرزقه الصحة والعافية ويجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.