دون أدنى شك أن الغرب يشار أليه بالبنان في تقدمه وتحضره، وأنهم من ارسوا قواعد الديمقراطية، في بلدانهم وأوطانهم، غير أن دول الغرب فقد شيئاً نفيساً لا يقدر بثمن، يوجد في فطرتنا نحن العرب.
هذه القيمة الإنسانية التي ننفرد بها والتي تحدث عنها الكاتب الأمريكي الشهير "باتريك جيبو كانون" في كاتبه "موت الغرب"، إذ يؤكد أن دول الشرق الأوسط تتمتع بالترابط الأسري، والتماسك فيما بينهم، عكس دول الغرب التي لا تعترف بمملكة العائلة.
ومع الأسف فإن العلاقات في الأسرة الغربية ليست تراحمية أو تقوم على الود المتبادل، مثلما هو في الشرق وإنما هي علاقة تعاقدية وأصبحت من علاقات إنسانية إلى بلاستيكية تهدف لإشباع غريزي ليس إلا.
ويؤكد الكاتب الأمريكي "كانون" الذي عمل مستشاراً لثلاث رؤساء أمريكيين، أن هجرة الجنسيات الشرق الأوسطية كالعرب والمسلمين والأفارقة والآسيويين، يمثل خطراً حقيقاً على الغرب لأن أصحاب هذه الجنسيات لم يتخلوا عن هويتهم وطباعهم في الترابط الأسري، الذي سيؤدي إلى "موت الغرب".
وتوقع الكاتب ، هلاك سكان دول غربية، بعينها خلال النصف القرن المقبل، جراء هجرة الأعراق العربية إلى الغرب، حيث ينوه بأن هذه الدول الغربية هي إيطاليا فرنسا وألمانيا.
غير أنه وقف وقفة خطيرة مع قضية "الديمقراطية وعلاقاتها بالأخلاق في الغرب"، حيث يؤكد الكاتب الأمريكي في الفصل الأخير من الكتاب "موت الغرب" على أن وجود الديمقراطية، دون مرجع أخلاقي، فسيؤدى ذلك إلى تفكك المجتمع.
وأندهش الكاتب من تحول الأخلاق في المجتمع الغربي، فالذي كان غير مقبول في السابق أصبح اليوم محموماً مثل الانتحار و الزنا والخيانات الزوجية إلى آخر القيم التي كان المجتمع الغربي يحرص عليها سابقا، فمع الأسف خط الانحدار الأخلاقي لا يتوقف وهو ما يعني "موت الغرب".
وتوصل الكاتب في نهاية الكتاب إلى العدو الحقيقي للغرب وهو الغرب نفسه، وليس الأخطار الخارجية كما يزعم الكثيرين من الأوربيين وغيرهم.
أما القشة التي ربما تقسم ظهر الغرب هي قضية "الشذوذ" ، فالشواذ مساكين لكونهم أعلنوا الحرب على الفطرة الطبيعة التي خلق الله الناس عليها، لتنتقم الفطرة منهم وتفرض قصاصاَ مرعباً عليهم.. فالثورة الجنسية أصبحت تفتك بأبنائها.
وفى الختام، فإن الغرب على وشك السقوط الهاوية مالم يتمسك بالأخلاق، التى هي غاية الكتب السماوية وخاصة الإسلام الحنيف الذي رفع من قدرها في العديد من المواضع، حينما قال النبي الكريم : أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ".
العميد (م) : عبدالعزيز بن رازن
باحث بمركز الأعلام والدراسات العربية الروسية