عادة نطلق على إعاده عمل الأفعال بصورة متكرره (روتين)أي دأب أو الديدن .
قد نصف بذلك روتين حياتنا أوحتى يمتد إلى عالم الأعمال فكثيرًا مانسمع لوصف العمل الإداري عبارة (إجراء روتيني) إشارة إلى الجمود،واعتماد أسلوب محدد اعتيادي واجراءات لها مقاييس معينة لتنفيذ الأعمال.
وارتبط معنى الروتين في أذهاننا ارتباطًا وثيقًا بالملل والرتابة،فالكثير يتذمر من روتين الحياة وتكرار النمط نفسه وعن حاجته للتجديد وكسر الروتين حتى يشعر بالتغيير الذي يسعى إليه.
فروتين الاستيقاظ والذهاب للعمل ،وايقاظ الأطفال وايصالهم لمدارسهم ،وكثير من الممارسات التي أصبحنا نؤديها بشكل تلقائي ونطلق عليها (روتين)جاءت جائحة كورونا لتقلب الموازيين وتشل هذا الروتين وتفقدنا إياه ،علمتنا أن نمط حياتنا لم يكن روتين ممل بل نعم مستمرة،استدامه النعم واعتيادها جعلنا ننسى شكرها ،بالشكر تدوم النعم وتزداد ،ماأكثر النعم التي نرفل بها على مدار اليوم والليلة ،ولامجال لحصرها قال الله تعالى ﴿ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ﴾ .ومنها
أمن في بلد ،وعافية في جسد ،وقوت من فرد صمد.
فقد حيزت لنا الدنيا ونحن في غفله.
قَالَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا".
الآن أصبحت جل أمانينا إن تعود حياتنا كما كانت ؛على سبيل المثال أن نجتمع في أي وقت وأي عدد مع الأقارب ومع من نحب بلا موانع ،يذهب ابناءنا كل صباح ويتلقون العلم من معلميهم مجتمعين في المدرسة بلا خوف وهلع ،نمارس حياتنا بشكل طبيعي .
فقد فرضت علينا جائحة كورونا روتينًا التزمنا به للحد من انتشار الوباء ،بات لبس الكمامة ،والتباعد ، والالتزام بالاجراءات الاحترازية .
يبدو أن التحور لم يقتصر على الفايروسات ،وإنما امتد إلى الروتين فبعد أن كان مملاً ممقوتًا،أصبح مفقودًا ،ومن ثم مرغوبًا وأخيرًا مفروضًا!!