يبدو أن الحكومة التي قامت الولايات المتحدة بتنصيبها في أفغانستان قد أوشكت على السقوط , بعد حرب إستمرت ما يقرب من عقدين من الزمان , يخرج حلف الناتو من افغانستان خالي الوفاض دون شرط أو قيد ؟! . وفي المقابل وخلال أقل من شهر حركة طالبان تستولي حاليا على (71) مديرية وما يعادل (75%) من مساحة أفغانستان , والخريطة الجغرافية تتغير وبشكل يومي لصالح حركة طالبان . قوات الحكومة (الدمية) في حالة إنهيار تام , والرئيس الأفغاني يقيل وزير الدفاع والداخلية وقائد الجيش , يبدو أن سقوط كابل سوف يكون نسخة مكررة عن مدينة سايغون (هوشي منه) عاصمة فيتنام الجنوبية على يد القائد الشمالي الجنرال جياب , وأعضاء الحكومة الأن يستعدون لحزم أمتعتهم والرحيل عن البلاد . اللافت في الأمر هو دخول تركيا على خط الأزمة واستعداها لتأمين مطار كابل نيابة عن حلف الناتو وبمباركة أمريكية . وتحاول تركيا أن تحل في أفغانستان مكان حلف الناتو كطرف مقبول من الجميع , وذلك بالتنسيق مع باكستان نظرا لما لها من نفوذ استخباراتي وقبلي في أفغانستان , ومع قطر من أجل توفير الدعم المادي , وبمباركة أمريكية وغربية للحيلولة دون هيمنة كل من روسيا والصين وايران , طالبان أعلنت عن رفضها للعرض التركي وصرحت بأن الحركة قادرة على إدارة مطار كابل دون الحاجة إلى أي طرف خارجي . وأيضا نجد تركيا طرف غير محايد في الحرب الأفغانية فهي تقاتل إلى جانب حلف الناتو , وايضا قيامها بدعم مجرم الحرب الجنرال الأوزبكي (عبدالرشيد دوستم) والذي ينتمي إلى العرقية التركية , والذي قام بقتل الآلاف من أسرى حركة طالبان أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان (الحاويات) ، وقد فر مؤخرا إلى تركيا بعد أن سقطت العديد من المديريات التي كانت قواته تسيطر عليها . أعتقد أن الدور المقبول لتركيا في أفغانستان يتمثل في قيامها بإعادة الإعمار وبناء البنية التحتية (المشاريع) التنموية . وهذا بدوره سوف يعطي تركيا قوة ناعمة في أفغانستان ومصدر دخل كبير للشركات التركية , وفي النهاية تركيا سوف تقبل بهذا الدور وليس عندها أي إستعداد أن تغرق في المستنقع الأفغاني (مقبرة الإمبراطوريات) . طالبان سوف تعود إلى الحكم مرة ثانية ولكن أكثر إنفتاحا على العالم , ولكنها لن تتسامح مع من جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية , ولن تتنازل عن القيم الإسلامية (الشريعة) . الهند وايران وروسيا والوكلاء سوف يلحقون بحلف الناتو (الهزيمة) .