يبدو أن القمة التي عقدت يوم الأربعاء الماضي في جنيف بين الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين , قد وضعت الرئيس الروسي في موقف لا يحسد عليه . لقد وضع الرئيس الأمريكي بايدن (الخطوط الحمراء) التي وعد بها , وكانت لغة الجسد أثنا اللقاء وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس بوتن تعكس حجم الضغوط التي تعرض لها من قبل بايدن (الرسائل) , الرئيس الروسي كان أشبه بالمتهم الذي يحاول تبرئة نفسه (الدفاع) , وفي نفس الوقت يبدي استعداده للتعاون مع الولايات المتحدة في العديد من الملفات (الإستقرار الإستراتيجي) , وكذلك أعلن عن رغبته في التعاون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة , الأمن السيبراني , , التدخل في الإنتخابات الأمريكية , ليبيا , سوريا , أوكرانيا , إيران , تركيا , الصين , عسكرة القطب الشمالي , المعارضة وحقوق الإنسان في روسيا , هذه الملفات كانت حاضرة وبقوة في القمة التي عقدت بين الرئيسين . يبدو أن الرئيس الروسي قد أدرك أن بايدن ليس ترمب وأن الولايات المتحدة الأمريكية مصرة على مواجهة تدخلات بوتن وتهديده للحلفاء , وأن أمريكا تملك الكثير من الأوراق التي يمكن من خلالها أن تضع حد نهائي لشغب وتهور بوتين , من المبكر جدا الحكم على النتائج التي أسفرت عنها القمة , ولكن يبدو أن الرئيس الروسي قد قرر التعاون مع أمريكا في العديد من الملفات مثل (المعارضة الروسية , أوكرانيا , وسوريا .. ) , سوف يكون هناك نوع من التهدئة وبعض الحلول , وفي نفس الوقت سوف يقلل بوتين من إندفاعه نحو الصين مقابل بعض المزايا التجارية والنفوذ السياسي . الشيء الوحيد الذي إتفق عليه الطرفان يتمثل في إستبعاد الخيار النووي , وهذا يعني انه إذا كانت هناك أي مواجهة بين الطرفين سوف تكون عن طريق حروب الوكالة , وهي الحروب التي برعت فيها الولايات المتحدة الأمريكية ولا تستطيع روسيا مجاراتها (الإقتصاد) . أعتقد أن الإتفاق على عودة السفراء بين البلدين قد تكون بداية لتفاهمات أكثر أهمية لكلا البلدين .