لو افترضنا أن مجموعة من ممتهني التسول قرروا تجميع مدخراتهم المالية لتكون تحت مظلة شركة مالية مساهمة ، برأيكم كم سيكون رأس مال الشركة ؟؟ وكم قيمة سهم الشركة في السوق المالية ؟ وكم سيرتفع مؤشر السوق في حال طرحها ؟ سنتحدث عن مئات الملايين عندئذ.
المتسولون من أذكى التجار رغم دناءة صنيعهم ، يسوقون لأنفسهم بكاركتراتٍ متلونه تثير الشفقة ، ومعها يستدرون الأموال الطائلة - من رقيقي القلوب- ويكنزونها في الخزائن لا في المصارف ، يحركون رأس المال بسرعة وبالتالي هامش الربح يتضاعف مرارًا في وقتٍ وجيز ، يضعون خطة العمل ويراقبون العاملين ويكافئونهم إذا تطلب الأمر ، دوائر الإنتاج متناغمة ونتيجة لذلك يستمر رأس المال في التنامي وفي أسوأ الأحوال يكون ثابتًا ، وكل ذلك يدور في الخفاء ، وبعيدًا عن الرقابة وبالتالي هم التجار الوحيدون الذين ليس لهم علاقة برسوم اصدار السجل التجاري ولا رسوم اصدار او تجديد الإقامة او الجواز ولا ضريبة القيمة المضافة ولا رسوم اصدار رخصة مزاولة مهنة وبالتالي هم خارج العجلة الاقتصادية واكثر المستفيدين منها والمسيئين لها في آنٍ معا .
لاأزال أتذكر ذاك المتسول من جنسية عربية صادفته قبل سنوات في شهر رمضان بإحدى شوارع المدن الكبيرة، تتبعه أمرأة تحمل لفافةً من ملابس وكأنها رضيع ، كان يستجدي حفةً من مال ، وبعد عام قابلته بنفس المكان وبنفس الملامح وبذات الكاركتر مع تغيير طفيف في الأسلوب ، وعندما بادرته بأنني صادفتك في العام الماضي قال لي بكل جرأة: وما المشكلة إذن!! وانصرف إلى غيري .
التسول آفة تلتوي على قيمة العطاء والبذل في النفس ، وتقتات على نُبل النبيل ، وتتعاظم عندما تنهزم المشاعر وترق أمام مشهد البؤس المزيف ، غير أنَّ هذه الآفة بيدنا محوها إن نحن أيقضنا الضمير بسؤالٍ واحد أين تذهب أموالنا ولأجل من يتحرك المتسول بتفانٍ لافت ؟؟
التعليقات 1
1 pings
صالح
10/05/2021 في 1:29 ص[3] رابط التعليق
نعم التسول آفةٌ قاتله ويجب التصدي لها ويجب رفع مستوى الوعي لدى المجتمع للتصدي لهذا التيار الغير معروف اين تذهب الاموال التي تجمع من خلفه تحت غطاء العاطفة
(0)
(1)