لا يختلف اثنان على أنه لم تأتي عراقة قبيلة "الدواسر" بالمملكة من فراغ، إذ يشهد لها التاريخ على مدى عصوره بأنها أحد القبائل التي توارثت المروءة والشجاعة، وكأحد رجالات الملك عبدالعزيز رحمه الله-الذين لم يدخروا جهدًا في مساندة المؤسس لوطننا الغالي.
وعلى نفس المنوال في الخلق القويم سار أبناء قبيلة الدواسر وبقية أطياف شعوب المملكة في خدمة الوطن، مقدمين له الغالي والنفيس وما أغلى من النفس يقدمونه فداءً لترابه، رداً لجميل هذا الوطن المعطاء الشامخ.
ولعل من أبرز المواقف التي تشهد لقبيلة الدواسر وتضحياتهم التي لا تنتهى أبداً مثالاً لا حصرًا هي عندما قدم الشهيد الطيار فهاد بن فالح المصارير الدوسري – رحمه الله- حياته لإنقاذ أبناء شعبه.
تبدأ قصة استشهاده عندما تعطلت طائرة "الدوسري" في الجو وهي من نوع "إف- 15"، وهي تحلق فوق مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية، حينها جاءه توجيه بأن يقفز ويترك الطائرة فقد أثر ابعادها خوفا أن تسقط بمنطقة مكتظة بالسكان والمارة.
وفكر " الدوسري" طويلاً كيف ينقذ الموقف ليقرر أن يتجه بالطائرة نحو البحر لتحترق وهو بداخلها، ليلقى ربه شهيداً، فادياً لأرواح الآلاف من المواطنين، بجسده وبروحه المليئة بالشجاعة والمروءة.
موقف "الدوسري" البطولي الذي ينم عن دين وأصالة وشجاعة ورثها كابر عن كابر، مما دفعني أستشهد بهذه القصيدة التي لا أعرف من شاعرها لكن أكن له التقدير والاحترام
• قالوا ارمها واقفز.
فقلت ألم تروا خلقاً ستفنيهم فلا تبقى أثر
• لا والذي خلق المروءة في فتى حلت بجنبيه الشجاعة والظفر.
• لن أشتري نفسي وأهلك أمة فعزيمتي تهفو لإنقاذ البشر
• ولتعذروني.. وأذكروني حينما تأتون للمحراب في وقت السحر ،،،
نسأل الله تعالى أن يغفر لهذا البطل المغوار شهيد الشهامة والمروءة، ويرحمه ويجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة ، وان يجعله من الذين قال الله فيهم ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾.
أ. عبدالعزيز بن منيف بن رازن
باحث دكتوراه ( فلسفة الإدارة الإستراتيجية) جامعة مؤتة.