دائماً وإلى أبد الدهر يظهر من بين جنبات هذا الوطن المعطاء رجال ، توارثوا السخاء والعطاء دون مقابل، فكانت قمة سعادتهم بجبر خواطر الآخرين سواء من عرفوهم أو لم يعرفوهم ، على حد سواء.

ومن بين هؤلاء رجل الأعمال ذو الهمة والشهامة والجود محمد بن مسعد بن سمار ، السائر على نهج والده "مسعد بن سعود بن سمار" في تقديم يد العون لمن يحتاجه أو عدم ادخار الغالي أو النفيس في سبيل عتق الرقاب أو دفع الفدية حقناً للدماء وإنقاذاً للنفس التي زكاها الله عز وجل من فوق سبع سموات.

وكان آخر، هذه الأعمال الخيرية التي اشتهر بها "بن سمار" والتي أراد بها وجه الله الكريم دون رياء أو سمعة هو تبرعه ووالده بمبلغ مليون ريال ضمن حملة عتق رقبة محمد خالد القسامي ، حيث جاء هذا التبرع الكريم منه تصديقاً وإيماناً بقوله تعالى: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
ولم تتوقف أعماله الخيرية عند هذا الحد، حيث تبرع بمبلغ 100 ألف ريال لصالح وقف الرحمة لصالح جمعية حفظ القرآن الكريم، ليطلق مبادرة هدفها جمع تبرعات لرعاية حفظة كتاب الله من الأطفال والشباب.

ماسبق من ذكر لبعض من أعماله الخيرية، ليس بمستغرب على رجل خصص وقته وماله لخدمة وطنه حتى في أحلك الظروف، خاصةً عقب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد العام الماضي، وتأثر العديد من رجال الأعمال جراء توقف حركة التجارة العالمية.

والمتابع لحسابه على موقع "تويتر" يستشف الكثير من العبر والعظات من شخصه الكريم في كيفية الاستفادة من خبراته في الحياة، ومن أهم التغريدات التي كتابها ولاقت تفاعلاً كبيراً : كما تَسقِي تُسقَى، وكما تُعطِي تُعطَى، وكما تبذل دون انتظار جزاء تُحِيطك الهِبَات من حيث لا تحتَسِب.

وعندما تزرع بذور الخير ستَجنِي أطيَب الثمار في دروبك، فإنّ للحياة سِمَة الدوران، وسيعود إليك كل ما تعمله، لأجل ذلك يحرص العاقِل على العناية بدوافعه وأفعاله.

وفي موضع آخر يؤكد أن ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﺚ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻚ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﺗﺤﺮﻛﻚ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﺎ ﺗُﺮﻳﺪ ﻭﺗﻌﻄﻴﻚ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻫﺪﻓﻚ ﻭ ﺗﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﺗﺬﻟﻴﻞ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﻭ ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ.

وفى الختام فإن مثل هذه النماذج المشرقة والمضيئة في سماء وطننا الغالي، تستحق الإشادة والإطراء. لتكون نبراساً وقمراً مضيئاً يُحتذى بها، وعلم يهتدي به أبناؤنا من الأجيال القادمة، لاسيما وأن الرجال الذين على شاكلته نبع لا ينضب أبداً.

أ. عبدالعزيز بن منيف بن رازن.
باحث دكتوراه في فلسفة الإدارة الاستراتيجية.