التصعيد المفاجىء بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا , فاجأ الأوساط العالمية وبالذات روسيا بوتن , حيث وصف الرئيس الأمريكي بايدن الرئيس الروسي بوتين بالقاتل , وأردف قائلا : لقد قلت لبوتين أنت تعرفني كن مستعد لما سيحصل لك (الكاوبوي) ! , المتحدثة الرسمية بإسم البيت الأبيض تقول : روسيا سوف تدفع الثمن على الأفعال الخبيثة التي تقوم بها (التدخل في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة) . الرئيس الروسي بوتن قام في نفس اللحظة بالرد على الرئيس الأمريكي بايدن قائلا : الناس يرون الآخرين عادة كما يرون أنفسهم وأنه يتمنى للرئيس الأمريكي صحة جيدة , وهو بذلك يشير بطريقة غير مباشرة إلى صحة الرئيس الأمريكي المتردية بل ويشكك في قواه العقلية ؟! مجلس الدوما (البرلمان) الروسي بدوره قال إن الهجوم على الرئيس بوتن بمثابة هجوم على الشعب الروسي ؟؟!! ، وقامت موسكو بإستدعاء سفيرها في واشنطن إحتجاحا على ذلك . الإتهامات المتبادلة بعيدة جدا عن التقاليد الدبلوماسية العالمية المتعارف عليها , ولكن مع ذلك فإن كل طرف لا يرغب في التصعيد أكثر وترك المجال للحوار والتفاهم ولو كان ذلك من تحت الطاولة (الدبلوماسية) . أعتقد أن المرحلة القادمة سوف تشهد تصعيدا متبادلا بين القطبين في العديد من الملفات في الشرق الأوسط مثل سوريا والعراق وأفغانستان وايران واليمن وأوكرانيا وليبيا (عض الأصابع) , وقد يشهد برميل النفط إنخفاضا حادا في الأسعار بهدف ضرب الإقتصاد الروسي . ولكن سوف يتبع ذلك نوع من التهدئة التي تسمح للولايات المتحدة الأمريكية بالتفرغ لمواجهة التنين الصيني . وأعتقد بأن هذا هو الهدف من التصعيد الأمريكي . صرح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن اليوم قائلا : بأن تصرفات الصين تهدد الإستقرار العالمي ؟! , وأمريكا تعلن عن قلقها من زيادة نفوذ الصين عالميا , يعني توجد لأمريكا (800) قاعدة عسكرية في العالم مقابل قاعدة واحدة للصين , تمتلك بحرية الولايات المتحدة (11) حاملة طائرات منها (8) ترابط في البحار المحيطة في الصين , مقابل حاملة طائرات واحدة تملكها الصين , ومع ذلك أمريكا تشعر بالقلق ؟! . ووزير الدفاع الأمريكي في جولة على دول الطوق الصيني من أجل توفير ردع موثوق أمام الصين . ما حدث في الأسكا والرد الصيني الصارم على أمريكا : لستم مؤهلين للتعالي علينا , يوضح إلى أي مدى وصل الخلاف بينهما , على كل الصين خلال السنوات القليلة القادمة سوف تتجاوز أمريكا في الإقتصاد وسلاح البحرية والنفوذ العالمي ، وقامت الصين مؤخرا بزيادة الميزانية المخصصة للدفاع ، وهذا ما لا يمكن قبوله من قبل أمريكا والغرب وحتى روسيا , وبالتالي أعتقد بأن التصعيد الأمريكي والروسي سوف ينتهي بالعديد من التفاهمات وحتى يتفرغ الجميع للتنين الصيني القادم والخطر الداهم .