تستمر المعاناة بمرارتها وطول أمدها على شعوب المنطقة التي ترزح تحت خط الفقر والجهل والتخلف وباتت اليوم أكثر تعقيداً من الأمس فالإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي لايمكن أن يكون في ظل هذه الأنظمة ومن ورائها جماهيرها المنساقة خلف خطاباتها الدعائية والتحريضية كما في العراق ولبنان واليمن وسوريا وليبيا وغيرها فالظاهر لنا أن قصص استعباد الشعوب واستغلالها واستغفالها في العصور القديمة تعود بشكلها ومضمونها على حياة الشعوب العربية وواقعها السياسي والديني حيث أصبح جزء كبير من هذه الشعوب يقاوم الوعي والإصلاح بضراوة ويشعل بيديه نار الجحيم لتطلعاته وآماله في مستقبله ومستقبل أجياله فعواطفه المتطرفة اتجاه عقائده وقناعاته تلزمه بتدمير نفسه قبل غيره وخاصة العواطف الدينية التي الهبت الشارع العربي حد الإحتراق وقسمت هذه الشعوب ودفعت بها إلى الدخول في معارك مع إخوانها وجعلت من نفسها سياجاً يحمي رمز وبطل قضيتها "الطاغية المقدس" فعلى الرغم من تجاوزات المثل الأعلى لها والمتمثله في فساده وافساده وتطرفه وفشله يستمر المتعصبون في الدفاع عنه كما في جماعة الحوثي في اليمن وأتباع خامنئي ونصر الله والسيستاني وحتى القادة السياسيين أمثال بشار الأسد والقذافي وغيرهم !! هؤلاء الناس الذين يقفون بشراسة الحيوان الذي لايعقل في تدمير وتقسيم أوطانهم من أجل الدفاع عن طاغيتهم الذي يزج بهم في المهالك وينهب أموالهم ويسرق أعمارهم ليعيش متفرغاً لذاته ولأسرته وحاشيته من كد وتعب هؤلاء الأشقياء فهو يهيمن على نفوسهم ويستغل بذلك مكانته في قلوبهم للسيطرة عليهم والتحكم بمصيرهم وحياتهم فهو يقرر متى ماشاء إرسالهم إلى الموت من أجله أو العيش لخدمته وتنفيذ أجنداته الشخصية والحزبية هذا الإنقياد والخضوع الأعمى والتعصب للطاغية نراه واضحاً حين يقتل مئات الآلاف من الشعب اللبناني وتتحول لبنان إلى ركام لوجود متفجرات نائمة بين السكان !وعندما يفرض سيناريو الإغتيال على كل معارض بالحديد والنار ويستمر الفساد وتجويع الشعب ونهبه حد إفلاس الدولة دون أي حساب تجد حتى هذه الساعة من يرفع صور ذاك السياسي أو المتدين في شوارع بيروت مدافعاً ومنافحاً عنه ومستعداً لتدمير ماتبقى من أجله !!
وفي اليمن ترى شرذمة الحوثي تأوي إلى الكهف وتدفع بالأطفال والمراهقين إلى ساحات المعارك "للجهاد ضد اخوانهم" نيابة عنها بعدما وسوس لها الشيطان بالسلطة وقادت انقلاباً على الحكومة الشرعية وهاهي بعد سنوات من الحرب قتلت وشردت فيها الملايين وجعلت من اليمن السعيد حزيناً بائساً مقسماً يخرج لنا من يعلك القات مخموراً في عقله يرفع شعار الحوثة ويناصرهم !!
وفي سوريا ترى الدمار في كل بقاعها حتى بتنا لانتعرف إليها فلم يبقى فيها سوى صور المجرم ووالده المقبور الذي أسس لهذا الإجرام وأكمل ابنه من بعده مسيرته الدموية والمتوحشة ضد الشعب السوري بل ليتفوق عليه ويبيد الشعب بالأسلحة الكيمائية والعالم يشاهد ويتألم إلا شبيحته التي ظلت تهتف بصوت عالي بالروح بالدم نفديك يابشار !
وقس على ذلك في ليبيا التي مازالت تعاني من فساد وطغيان القذافي ومازال مناصروه يتوقون إلى عهده فرفعوا أسلحتهم في وجه الحكومة والشعب ينادون بسيف الإسلام قائداً !
وفي ايران والعراق كان الطاغية المقدس هو ذاته الملهم لهذه الشعوب التي أبيحت دمائها وأعراضها وأموالها بفتوى قداسته وبالمذهبية يحكم حتى غاصت العراق في وحل التقسيم والتطرف والفساد وأصبحت الدولة بأكملها تحت رعاية الميليشيات المسلحة ومازال هناك من يقدس شؤم هذه العمائم السوداء !
ليست كل الشعوب عمياء وخاضعة لاتملك إرادتها وتقرير مصيرها هي فقط تلك الجماهير المستعبدة والتي تظل في حاجة دائمة إلى معبود من البشر تضع له كل طاقاتها الروحية وتخضع له وتؤمن به أكثر من نفسها وتجد سعادتها في التضحية بحياتها من أجله ولذلك المسؤول الأول عن دمار المنطقة هو جهل هذه الجماهير وتطرفها ..
التعليقات 1
1 pings
عبدالله
18/03/2021 في 10:47 ص[3] رابط التعليق
مقال أكثر من رائع ..
باختصار حب السلطة والنقوذ بغض النظر عن مصالح الشعوب داء فتاك
سلم قلمك
(0)
(0)