المتتبع والباحث في أسباب انفصال بعض الأقاليم عن أوطنها الأم، يجد أن هناك سبب مشترك ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب ، ألا وهو الغزو الناعم للوافدين الأجانب ومع مرور الوقت تتحول الطبيعة الديموغرافية للدولة حتى يصبح المواطن غريب في وطنه.
القصة الحزينة تلك تبدأ عندما تسمح (دولة ما ) للوافدين بالإقامة بأعداد كبيرة وبشكل غير مدروس ، ومن ثم التوغل في المجتمع تليها الامتلاك والتملك في منطقة محددة ، ورويداً رويداً يطالب سكان هذه المنطقة التي في الغالب ذات نفوذ اقتصادي ومحط أطماع بالانفصال.
شكل هذه المنطقة في الغالب يكون عبارة عن ناطحات سحاب وأبراج شاهقة الارتفاع ومصانع ووسائل مواصلات تعمل كخلية النحل وموانىء لا تتوقف عن العمل ليل نهار ، واستثمارات أجنبية تفوق التريليونات من الدولارات ، وفجأة بين طرفة عين وانتباهها تنفصل هذه المنطقة عن الوطن، كالأبن الذي يُخطف من أحضان أمه.
وفى منطقتنا العربية هناك أقليم كردستان العراق صحيح أنه لم ينفصل بشكل رسمي ولا يزال تحت السيادة العراقية لكن، خطوة الاستفتاء هذه قد تكون خطوة مقلقة مستقبلاً.
ومؤخراً أثناء متابعتي لموقع التغريدات القصيرة “تويتر” نوه أحد الكتاب الخليجيين الكبار الذى يعتد برأيه من خطورة هيمنة وسيطرة العمالة والوافدة في فرض نفسها وبسط نفوذها على منطقة بعينيها والاستحواذ عليها وتحول المواطنون إلى أقليات في بلدانهم بل تجنيد الجاليات في الجيش ، كالذي حدث بالفعل مسبقاً عندما انفصلت سنغافورة عن ماليزيا بعدما أصبحت منطقة رائدة اقتصاديا.
وفى الأخير أوجه رسالة مستشهداً بالحكمة والمقولة المأثورة :” أخ لك كلما لقيك أخبرك بعيب فيك، خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارا»، …أمننا الخليجى أمانة في أعناقنا.
كتبه :
أ : عبدالعزيز بن رازن.
مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية.