في جمهوريات القتل والترهيب ومن خلف جدرانها المتسلطة قد فر منها شعب ضائع متناثر في أرجاء العالم لاحدود له ولاوطن ولاهوية جاهل في الأرض ليس له سوى اسمه وحقه في المبيت ليلاً على الأرصفة والطرقات وداخل مراكز الإيواء وإن التفت إليه العالم بعين الشفقة تبرعوا له بخيمة ! بديلاً عن الوطن بأكمله وتعويضاً عن شقائه في مكان مزري مكتظ بالناس لامياه نظيفة ولاصرف صحي ولاتعليم ولاعمل ولاأدنى حق من حقوق الإنسان والإنسانية يعيش شعب الخيام في ظروف سيئة وتحت تهديد سكان البلد الأصلي فالمواطن هناك يهرب من جحيم وطنه ليواجه جحيم بلد اللجوء الذي ظل يأخذ الأجرة على خيمته ويحمله مسؤولية تزايد الصعوبات المعيشية والإخلال بالأمن في بلده ويستهدف حياته وحياة أسرته بخطاباته المؤججة للكراهية والعنصرية ضده وكأنه هو المسؤول الأول عن فساد البلاد وانهيار الإقتصاد وعطالة الشباب في لبنان هكذا يعاني اللاجئ على لسان المسؤولين حتى انهانت كرامته واحترقت خيمته ولم يبقى له إلا عمودها يخط بها خريطة وطنه الضائع ..
وفي غيرها من الدول العربية يعاني البلد المستضيف أكثر من اللاجئ فموارده الشحيحة لاتكفي لإطعام وتعليم وإسكان هؤلاء اللاجئين مع تقصير المجتمع الدولي وتراجع المساعدات الدولية وتقاعس بعض المنظمات والهيئات الإنسانية ففي ظل الوباء الذي هز اقتصاديات العالم تملصت الدول الأوروبية عن مسؤوليتها اتجاه اللاجئين والمهاجرين بل وشرعت قوانين جديدة لخفض نسبة الهجرة اليها وأغلقت حدودها أمامهم لتجبرهم على العودة إلى جحيم بلادهم أو الموت في وسط البحر فجثثهم وأمتعتهم قد حكت لنا قصة قوارب الموت التي كانت كابوساً على أحلام اللاجئ الوردية ومازالت تأخذ في طريقها الكثير منهم فمن يعيش دائماً تحت تهديد العدمية المدمرة التي معها ينسى ليبقى مشرداً لاقيمة له أو أن يتحمل جحيم الاستبداد والحرب لابد له أن يقامر بحياته وحياة أطفاله على أمل العيش الكريم نتحمل جميعاً قهر اللاجئ فلن نلوم الحكومات التي شردت شعبها فهي خارج نطاق الآدمية والإنسانية والإحساس بالمسؤولية هي قضية الإنسان منا أولاً فيجب أن نساهم في التذكير به وبمطالبه وحقوقه ولو بكلمة وأن نصل بصوتنا تفاصيل معاناته إلى المنظمات الإنسانية والحقوقية والمجتمع الدولي لحمايته والدفاع عنه والبحث عن حلول اقتصادية واجتماعية وسياسية تؤمن له حياة كريمة في بلده أو بلدان اللجوء قبل أن يخطفه اليأس ويعلن إستقالته من الحياة ليصبح مجرد قنبلة موقوته في يد المتطرفين الذي يسعون لإستغلال ظروفه المأساوية فهي مسؤولية تأمين حياة ومعيشة ومستقبل يرى من خلاله النور