الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
ففي خضم هذه الفتن المتتابعة، والمتسارعة في العالم كله بعامة، وفي المنطقة العربية بصفة خاصة، نلاحظ أنه بين الحين والآخر؛ تتعالى بعض الأصوات (النشاز) الذين يتلقفون البدع ويجترونها، ويرددون مخلفات الفكر الإلحادي، وهم بين الغلو والتفريط، أقصد مَن ضاع في الشبهات ومَن تلوث بالشهوات، وكلاهما تطرف مذموم، وصدق الشاعر:
ولا تَغْلُ في شيء من الأمر واقتَصِدْ كِلا طرفي قصْدِ الأمور ذميمُ
والواقع أن كل تصرف وفكر وقول –مهما كانت منزله قائله- إذا كان ينال أو يهدد المصالح الوطنية، أو يضر بوحدة هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية، فهو من عدو لا محالة، وإن تشدق بالوطنية، أو التحف بالغيرة الدينية. وإن كانت –أحيانا- تضطرب الأمور، وتختلط الأوراق عند بعض الناس، فهي بحمد الله تعالى واضحة عند أهل العلم والعقل والبصائر، الذي نوّر الله تعالى قلوبهم بالعلم الصحيح والعقل السليم والفطرة السوية.
وإن الناظر في تأريخ البشرية أجمع يعلم أنه ما من فتنة وباطل وشر؛ إلا وأهله يرفعون شعارات برّاقة، وأقوال كاذبة، ودعايات جاذبة، يُروّجون بها باطلهم، ويتذرعون بها إلى إغواء العامة والجماهير -كما يُقال-؛ ليتوصلوا بذلك إلى مآربهم ومقاصدهم السيئة.
وفي صدر هذه الأمة، وفي حياة النبي ، حدثت مثلُ هذه الدعاوى والشعارات، التي تعامل معها رسول الله بالحلم والعلم.
فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: "بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ، فَقَالَ: (وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟! قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ)، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، فَقَالَ : ( دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ (أي تضطرب) وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ ) .وذو الخويصرة هذا هو رأس الخوارج.
وكذلك في زمن الرعيل الأول من الصحابة الأخيار، والتابعين الأبرار؛ جاء من يرفع مثل هذه الشعارات الكاذبة.
ففي زمن خلافة عمر بن الخطاب ظهر رجل من قِبَل العراق، وقيل من مصر، أكثر من السؤال والتشكيك في المتشابهات في كتاب الله تبارك وتعالى، تحت شعار التعلّم، فأدرك أمير المؤمنين عمر -بنور إيمانه وصادق فراسته- أن هذا الرجل مُبطِلٌ، ولو تُرِك لفتح باب سوء على الناس في دينهم ودنياهم، فاستقدمه إلى المدينة النبوية، وأدّبه واستتابه حتى تابَ وأناب.
وكما فعل الثُّوارُ والخوارج مع أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، حينما رفعوا شعار العدل في الأموال والولايات وغيرها، وكان أبرَّ الناس وأجودهم، ومن السابقين، ومن المبشرين بالجنة، وقد حاورهم وأجاب على إشكالاتهم، وهم همج رعاع، قد ابتُلي بهم وصبر، حتى لقي الله شهيدا، .
وكما فعل الخوارج مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، حيث رفعوا شعار "لا حكم إلا لله" وعصوه، بل كفّروه، فقال كلمته المشهورة "كلمة حق أريد بها باطل". والأمثلة كثيرة.
كما جاء في حديث النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ، قَالَ : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَيِّ الصِّرَاطِ سُورٌ فِيهِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الأَبْوَابِ أُرَاهُ، قَالَ: سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلا تَتَعَوَّجُوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ فَتْحَ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ، قَالَ: وَيْحَكَ لا تَفْتَحْهُ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، فَالصِّرَاطُ الإِسْلامُ، وَالسُّتُورُ حُدُودُ اللَّهِ، وَالأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقَ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ".
ويا نعم ما قال العلامة الإمام ابن القيم –رحمه الله- قال في كتابه الماتع "الفوائد": علماء السوء جلسوا على باب الجنة، يدعون الناس إليها بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قالت أقوالهم للناس هلموا، قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم، فلو كان ما دعوا إليه حقا؛ كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلاء، وفي الحقيقة قطّاع طرق".
وفي الحديث الصحيح حذّر سيدنا رسول الله من هؤلاء الدجالين، الذين يزينون الباطل والسوء بألفاظهم البراقة، وشعاراتهم الكاذبة، فقال: "... دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها".
قال الراوي –وهو حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما- قلتُ يا رسول الله، صفهم لنا، فقال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا".
ورسول الله لا ينطق عن الهوي، إن هو إلا وحي يُوحى، وهو الناصح الأمين، وحذّر أمته من كل شر وفتنة، ولذلك رُوِيَ عن حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قال: وَاللَّهِ مَا أَدْرِى أَنَسِىَ أَصْحَابِى أَمْ تَنَاسَوْا وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ قَائِدِ فِتْنَةٍ إِلَى أَنْ تَنْقَضِىَ الدُّنْيَا يَبْلُغُ مَنْ مَعَهُ ثَلاَثَمِائَةٍ فَصَاعِدًا إِلاَّ قَدْ سَمَّاهُ لَنَا بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَاسْمِ قَبِيلَتِهِ". رواه أبو داود في سننه.
وهؤلاء الذي تتعالى أصواتهم في كثير من البلاد العربية والإسلامية، يرفعون شعارات: (العدل) (المساواة) (رفع الظلم) (الحرية) (الديمقراطية) إلخ، وأحيانا (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) أو (الحاكمية) كما يسميها أصحاب الإسلام السياسي، كما يقول أهل الشأن. هؤلاء قد يكون لهم نصيب من قوله تبارك وتعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) [البقرة 11، 12].
وكما يقول الشاعر:
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل
ولو أن الناس دخلوا الإصلاح والنصح والتقويم من بابه لتحققت المصالح، وارتفعت المفاسد، كما قال تعالى: (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [البقرة: 189].
مع اعتقادي الجازم بأن الإصلاح الحقيقي يبدأ بإصلاح الذات والنفس، والتوبة النصوح، كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد: 11].
والعجيب أن مثل هذه الدعايات والرايات الفكرية والحركية في البلاد الإسلامية بعامة، والعربية بصفة خاصة، المدفوعة والمدعومة من الخارج؛ رفعوا هذه الشعارات البرّاقة التي في ظاهرها الرحمة، وحقيقتها العذاب، طالبوا ببعض الحقوق كما يسمونها، فضيّعوا كل الحقوق، وتسببوا بشر عظيم على أمتهم وبلادهم وشعوبهم، كما حصل فيما يُسمّى (الربيع العربي)، وهو خريفٌ وكارثة بكل المقاييس، ذهب بالأمن، والأنفس والأموال والأعراض والعقول، وفتح الباب للمتاجرين بقضايا الأمة، وللمخربين من الداخل والخارج.
والعجب العجاب، أن هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالحقوقيين، ويصفهم البعض بالذرائعيين، أو (البراجماتيين) لهم علاقات مشبوهة تتجاوز حدود أوطانهم، وولاة أمرهم، مع جهات ومنظمات معلومة العداء لهذه الأمة، فهم يتربصون بها الدوائر، وما هؤلاء (الحقوقيون) –كما يزعمون- إلا مطايا لتلك الجهات والمنظمات المشبوهة.
فهؤلاء –من جهة- لم يعظموا النصوص ولم يراعوا الضوابط الشرعية، والقواعد العقلية، التي تُحرّم الافتيات على ولاة أمور المسلمين، وتحرم منازعتَهم، وشقَّ عصا الطاعة عليهم، بل تأمر بالاجتماع على حكام المسلمين وقادتِهم، وتوجب الطاعةَ في المعروف، وتوجب النصحَ لهم، مع الدعاء لهم بالخير والسداد، ففي هذا تتحقق المصالح، وتغلق الأبواب أمام كل مفسد، ففي هذا حسن العاقبة والمآل، كما قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [النساء: 59].
ومن جهة أخرى لم يتصف هؤلاء -الذين يرفعون رايات الإصلاح- على اختلاف مشاربهم ومآربهم بالعقل الرشيد، والرأي السديد، ولم يتحلوا بالمروءة والشهامة والحمية لبلادهم وولاة أمرهم وأمتهم؛ لتفويت الفرصة على أعدائهم، والمتربصين بأوطانهم لتحطيمها وتفتيتها، ونهب خيراتها، فهم يضربون بكل هذه الرموز والمعاني العظيمة عرض الحائط، فبهذا لم يحفظوا دينا ولا دنيا.
فهم بهذا جمعوا بين رذيلتين وسوأتين: سوء الذرائع والوسائل، وسوء النتائج والغايات.
والمتشكك في هذا ينظر لما حصل فيما يسمى (الربيع العربي) ويتأمل الوسائل والذرائع التي استخدمت في إضرام ناره، ثم يشاهد النتائج والغايات لتلك الوسائل والذرائع الكاذبة، وهو الواقع المر الذي عايشته تلك البلاد، وما تزال تصطلي بناره وآثاره، ولقد رأت الشعوب ذلك عين اليقين، بل عايشوه حق اليقين، فهل من مُعتبر؟!
وتأمّل قول الحق تبارك وتعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 25]، وقوله تبارك وتعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30].
وإني في هذا المقال أُذكّر –والذكر تنفع المؤمنين- بأبرز ما يُفرّقُ أهلَ السنةِ والجماعة والمسلمين الحق عن أهل الأهواء والبدع والانحلال، الذين هم أهل الشبهات والشهوات:
أولا: التسليم لأحكام الشرع القويم والانقياد للنصوص الشرعية في الأصول والفروع، وإن خالفت الهوى والعاطفة.
ثانيا: لزوم جماعة المسلمين، وعدم الشذوذ، ولزوم السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين وحكامِهم.
وهو في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله ووفقه وسدده-، وكما قال رسول الله في وصيته لمن شهد الفتن والخلاف-، قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". وقال: "والإمام جُنةٌ يُقاتل من ورائه ويُتّقى به". وقال: " ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحيط مِن ورائهم".
وقال : "من أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني" متفق عليه.
وقال :"مَنْ رَأَى من أَمِيرِهِ شَيْئَاً يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِر، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْراً فَيَمُوتَ إلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. وقال : "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة". وقال : "من أراد أن ينصح لذي سلطان، فلا يُبْدِهِ علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه".
قال الإمام عبد العزيز بن باز –رحمه الله- :"ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه".
فالحذر الحذر أن يفرط الناس بهذه النعم العظيمة والمكاسب الجسيمة، وكما يُقال:
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
وكان السلف الصالح –رحمهم الله- يُنشدون في أيام الفتن قول امرئ القيس:
الحَرْبُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّةً
حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ وَشَبَّ ضِرَامُهَا
شَمْطَاءَ يُنْكَرُ لَوْنُهَا وَتَغَيَّرَتْ
تَسْعَى بِزِينَتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ
وَلَّتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ حَلِيلِ
مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ وَالتَّقْبِيلِ
ولله در المعتمد بن عبّاد حاكم إشبيلية في الأندلس، فإنه لمّا استغاث بدولة المرابطين المسلمة في المغرب العربي لدَفْعِ ضرر الأعداد عن المسلمين، وخوّفه بعضُ وزرائه من قدوم المرابطين وسلب مُلكِهِ، فقال مقولته الخالدة:
"رعْيُ الجمالِ خيرٌ من رْعيِ الخنازير"
فيا خيبة هؤلاء ويا حسرة على أولئك الذين يستعدون الكفار وشُذاذ الآفاق على المسلمين وأهل التوحيد والسنة، وخصوصا في بلاد الحرمين الشريفين، التي هي مهوى أفئدة المسلمين وقِبلتهم وحصنهم بعد الله عز وجل.
ونسأل الله جل وعلا أن يُنجينا من مُضلات الفتن ما ظهر منها وما بطنَ، كما نسأله أن يلطف بالمسلمين وأن يصلح أحوالهم، وأن يُصلح حكامهم، والحمد لله رب العالمين.