كاتم الصوت من العراق إلى لبنان لإسكات مئات الأصوات الحرة من النشطاء الحقوقين والمفكرين والسياسيين المعارضين والمنتقدين للنظام الإيراني وعملائه في المنطقة مسلسل طالت حلقاته في ظل فراغ سياسي وإنعدام أمني وتجاهل دولي فمنذ عام 2005 وحتى هذه الساعة يمارس حزب الله بلطجيته السياسية بالتهديد والوعيد ومن ثم التنفيذ تاركاً أفراد عصابته تجول في ساحات لبنان مدججة بالأسلحة لإسكات أي صوت وكان آخرها صوت الناشط السياسي الشيعي لقمان سليم الذي أدار ظهره للجماعة التي ينتمي إليها وعارض مشروع أمينها وانتقدها كثيراً في محاضراته ومقالاته لقمان ابن الضاحية الجنوبية يثور هو وبعض من رفاقه على الجماعة المتسلطة هناك التي خطفت لبنان من محيطه العربي وحولته لمستعمرة إيرانية لتصدير الثورة الإسلامية المشروع الذي أنهك لبنان سياسياً واقتصادياً وقسمه إلى طوائف وأحزاب متناحرة لم تتفق إلا بالفساد والإفساد الذي وصل إلى البر والبحر حتى أصبح يشار إليه ببلد النفايات والمياه الملوثة !
المشروع الذي أدى إلى إنهيار لبنان وإفلاسه من أجل وهم المقاومة المزعومة !
لم يكن ذنب لقمان سليم ابن الطائفة الشيعية وغيره من الكتاب سوى أنهم أرادوا للبنان مشروع أقل كلفة وأكثر أماناً واستقلالية للبنان من مشروع تصدير الثورة الإسلامية باهظ الثمن الذي أخذ في طريقه كل شيء ولم يبقي غير الرماد والزجاج المتكسر
فجاء الرفض من بين ظهرانيهم على الزج بروح لبنان في مخطط عبثي لايمت للمقاومة والثورة والدين في شيء وحدهم استوعبوا تقسيم المجتمع وتفكيكه وقتل الناس على المذهب وإغتيال رموزه وعزله إقليمياً ودولياً وحدهم من استيقظ لحقيقة رهن بلد بأكمله في يد ميليشيا مجرمة تسيطر على الدولة وتعيق مسارها السياسي والقضائي وتحل محل الجيش والقوى الأمنية
فخرجوا من عمق الضاحية ينددون ويرفضون الفكرة وكان سلاحهم الوحيد في الدفاع عن أرائهم صوت وقلم في حركة تنويرية تثقيفية لأبناء الوطن وفي محاولة لإحياء لبنان وإعادته إلى محيطه وعبر مشروع وحيد كان اسمه عودة لبنان القديم مشروع يرفض التدخل الخارجي ويراهن فقط على أبنائه فكانت التهمة خيانة وكانت الطلقة قاتلة لتبقى لبنان طويلاً حبيسة الكلمة في عهد نحس وضعيف كما يطلق عليه اللبنانيون وكهل هرم قضى عمره وهو يناضل من أجل السلطة ليمثل أمام شعبه كرجل كرسي في حكومته التي يديرها غيره لتبقى الدولة اللبنانية بصورتها الضعيفة والمهترئة أمام العالم لاوجود لها إلا في قوائم الإرهاب والإفلاس ..!