كانت ليلةً كرويّةً جميلةً بكلّ ما فيها !
ليلةً رأينا فيها كلّ شيئ .!
كنتُ قد قرّرتُ منذ الظهيره أن أكتبَ شيئاً عن لقاءات الليله ، لم يكن هناكَ ما يشغلني كثيراً هذا اليوم فقد تمكنتُ من مشاهدة جميع اللقاءات بلا استثناء .!
كلُّ ما حدَثَ هذه الليله كان يستحِق الكتابه ، لكنّني بكلّ الأحوال ، لا أستطيعُ الكتابة عن كلّ شيئ وكان لا بدَّ لي من أن أختار .!
هل يا ترى أكتبُ عن (عين) الباحه وما فعلهُ أمام (فارس الدهناء ).؟
أم أكتبُ عن (أبها) الجميل وهو يحوّل خسارتهُ إلى فوزٍ تاريخيٍّ مثير من أمام الزعيم (الهلال) .؟
أم أبقى في (جدّه) وأكتب عن تجلِّي (العميد) وهو يدكُّ شباك (الفتح) برباعيةٍ جميله (فتحت) أمامهُ أبوابَ الصداره على مصراعيها .؟
لم يكن الخَيارُ سهلاً على الإطلاق !
كلّ ما سبقَ من تلكَ اللقاءات كان سيرضي ذائقتي هذه الليله ، ليأتي لقاء (النّصر) العالمي بالتّعاون ليكونَ (ختامها مسك) كما يقولون !
إيّاكم أن تذهبوا بعيداً أيّها الأحبّه فصاحبكم ليسَ نصراويّاً ، هذا أوّلاً ، وثانياً وهو الأهم وقد يكونُ (قليل الحدوث) هو أنَّ عائلتي كرويّةٌ حتّى النّخاع .!
عائلةٌ تضمُّ الأهلاوي والإتحادي والهلالي والنصراوي والشبابي ، يجلسون جميعهم في بعض الأحيان وفي مكانٍ واحدٍ ، جنباً إلى جنب ويشاهدون (كرةَ القدم) ، كرة القدم التي يحبّونها ويعرفونَ كثيراً من أمورها وأسرارها وكانت وفي كلِّ أحوالها ، تجمعهم ولا تفرّقهم ، تقرّبهم ولا تبعدهم .!
أعودُ إلى لقاء النّصر والتعاون والذي رأيتُ من خلاله (نصراً) جديداً ، نصراً لم أرَهُ منذُ أمدٍ بعيد ، وسأطلقُ عليه ولو لبعض الوقت (نصر "هورفات")!
ما الذي فعلهُ هذا (الكرواتي) ليقلبَ حالَ النّصر رأساً على عقِب !؟ لم يَعُد النّصر فريق اللاعب الأوحد على الإطلاق !
غادرَ قلب الدفاع (مايكون) فهل افتقَدَهُ أحد ؟
كانَ هدّافُ النّصر ولاعبهُ المهم جدّاً (حمد الله) طوالَ فترات الشوط الأول يجلسُ على دكّة الاحتياط فهل افتقدهُ أحد ؟
أنا شخصياً لم أفتقِد أيّاً منهم ، ويبدو أنَّ النّصر ومعَ هذا (الكرواتي) على وجه التّحديد، لن يفتقدَ إلى أيِّ غياباتٍ قد تأتي في المستقبل لأنَّ (العنصر المحلّي) في النّصر يُعدُّ بكلّ المقاييس (الأميَز والأكمل) على مستوى الدوري السعودي وهذا أمرٌ واضح لكلّ متابع ولا يحتاج إلى جدال !
كانَ (نصرُ هورفات) أمامَ التعاون ، فريقاً ممتعاً إلى أبعد الحدود ، سرعه في الأداء لم أرَها في أيٍّ من فرق الدوري حتّى الآن ! كانَ النّصر يهاجم في معظم الأوقات بثمانيه أو تسعة لاعبين ويدافعُ بالجميع !
لم تكن هناكَ واجباتٍ محدده للاعبٍ دونَ آخر !كانت (المنظومه) هي التي تلعب وليس (اللاعبون) وهنا يكمن الفرق .!
ليلةٌ جميله ، استمتعَ بها المشاهد واختتمها (الصّليهم) الفنّان بصاروخ أرض أرض لا يُصدُّ ولا يُرد ، إستحقَ من خلالهِ نجوميّة اللقاء.!
مبروك لكلٍّ الفرق الفائزه وحظّاً أوفر لكلٍّ من لم يحالفه التوفيق .!!