مما لا شك فيه أن تربية الأبناء في مثل هذا الزمن أمر بات في غاية الصعوبة ..خاصة مع المتغيرات الكثيرة ..ولكن
دعونا نبدأ بحكاية بسيطة قبل الخوض موضوع التربية الشائك ..
في أحد الأيام كان هناك متسلقان يصعدان طريقا جبليا ، وفجاءة وجدا نفسيهما أمام دب ضخم وجها لوجه ..
جلس إحداهما فورا على الأرض والقى النظر بإمعان إلى الأدوات الموجودة معه وسحب زوجا من الاحذية الرياضية التي تساعد علي الركض وبدأ بخلع حذاء التسلق وارتداءهما على الفور ..
فنظر إليه المتسلق الأخر مستنكرا ومندهشا ؟
وسأله ماذا تفعل ؟
هل تظن أنك تستطيع أن تسبق الدب ؟
أجاب الاول ليس من المهم ان اسبقه ولكن المهم أن اسبقك أنت !!
وهذا ينقلنا إلى نمط التفكير غير المقبول وغير العملي من إسقاط المسؤولية والهروب محاولة إبعاد النفس عن المواقف الصعبة ، خاصة عندما يتعلق الأمر بمحيط الأسرة وتربية الابناء فكل منا جزء من الآخر ولا معني لنجاة فرد عن الآخر في مواجهة الصعوبات ، فكثير من الآباء والامهات في هذا الزمن يهربون من المواقف الصعبة ويهربون من تحمل المسئولية ويحاولون القاءها على شخص اخر ، وغالبا يتركونها الي الروضة أو المدرسة أو لأي شخص او جهة متدخل في رعاية الاطفال معهم ...
ولكن من منا لم يمر بالتجربة المضحكة عندما نكون علي عجلة من أمرنا في تزرير الأزرار ويبقي زرار في الأعلى ليس له عروة ؟ طبعا نكتشف عندما ننظر في المرأة انه خطأنا
وطبعا ماذا نفعل ؟ نتحمّل المسئولية ونصحح الوضع ،
هل منا من توجه الي المرأة واصلح الازرار فيها ؟
اولا لن نستطيع ثانيا ستكسر المرآة ونجرح ايدينا ..
هكذا هم ابناءنا هم مرآة لنا ..وتصرفاتهم انعكاس لتصرفاتنا ونسمع في كلامهم صدى أقوالنا فلا داعي لان نتعجب تصرفاتهم والاحري ان نمعن النظر الي تصرفاتنا ..ولنتجه الي انفسنا ونصلح منها ، ولن نستطيع الهروب من انها مسئولياتنا ولكن من الافضل مواجهتها بدلا من الهروب منها ..
فالطفل العنيد وراءه أم او أب أعند منه ، والابنة التي تخاف وراءها عادة ام تخاف اكثر ، والابن الانفعالي وراءه اسرة متشبعة بعادة الانفعال ولَم يتعود فيها الابوين علي ضبط النفس وادارة الذات ..
وعندما نقوم بواجبنا سيتعلم منا ابنائنا كيفية تحمل المسئولية التي هي بمثابة المفتاح الأول للنجاح ..
لا حلول سحرية ، ولا خيارات سريعة ، ولن تجدي المسكنات نفعا فالأمر يحتاج إلى الوقت والصبر ، ولكن في النهاية ستتحول المسؤولية الى متعة ومقياس لسعادة حياتنا وحياة اولادنا ..
وباختصار تكمن الاستراتيجية لتربية الأولاد وفِي ..
١- بناء الثقة
٢- اصطياد الإيجابيات
٣- إعادة توجيه السلبيات ..
وهو ما يعكس الدور الفعال والتربوي للمربي المبدع .. في ان دوره المساعدة والمساندة والمشاركة الفعالة في هذه المهمة الحساسة ..
كتبت المقال
د.هبة عز
استشاري تربوي وتعليمي ومدربة في القيادة التربوية للمؤسسات التعليمية ..
twitter
@DrHebaEzz63
التعليقات 1
1 pings
غير معروف
17/01/2021 في 6:37 م[3] رابط التعليق
ممتاز
(0)
(0)