إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ*
مع بداية العام الدراسي ١٤٤٢ حول العالم عامة وفي المملكة خاصة ومع انتشار وباء كورونا (كوفيد-19) بدأ أكثر الطلاب دراستهم وبشكل استثنائي بنظام الدراسة عن بعد في الجامعات والمدارس بل ومنذ الفصل الدراسي الثاني من العام الماضي ، مع اختلاف بعض الدول في التطبيق اما اختيارياً أو إلزاميًّا، خصوصاً أن العالم لم يكن مستعدًّا لهذة الأزمة.
ولكن أثبتت هذه الجائحة أنه بات من الضروري اعتماد التعليم الإلكتروني كأحد أهم ركائز وطرق التعليم الحديثة في القرن الواحد والعشرين، وأنه لم يعد ترفاً أو أمراً ثانوياً يمكن الاستغناء عنه، خاصة في ظل التقدم التقني الهائل والمستمر مع توفر شبكة الانترنت (الواي فاي) وسهولة الوصول إليها في أي مكان، وأيضاً اهتمام الشركات العملاقة كمايكروسوفت وقوقل وتقديمهما خدمات وتسهيلات تعليمية وتربوية لاسيما لمنسوبي التعليم من أكاديميين وباحثين ومعلمين وطلاب بالجامعات والمدارس مما سينشأ معه قناعة وصورة ذهنية لدى المجتمعات والمهتمين بالتعليم مع الزمن أن التعليم الحضوري تعليم تقليدي يعتمد أسلوب التلقين أو المحاضرة بشكل أساسي دون تفاعل من الطرفين المعلم والطالب وأن التعليم الإلكتروني هو الأسلوب الحديث في التعليم خاصة لتلاميذ الصفوف الابتدائية والأولية منها خاصة مع ضرورة الاستفادة من برامج تعليمية تفاعلية، فعملية الدراسة بحد ذاتها لهم -أو لأغلبهم- عملية ثقيلة وغير محببة ولكن مع التعليم الإلكتروني والألعاب والبرامج التفاعلية التعليمية سيصبح الأمر مختلف وسيزيد حماسهم وشغفهم للتعلّم أكثر منه لو كان التعليم تقليدياً ومن طرف واحد فقط.
وقد أثبتت لنا هذه الجائحة أيضاً استمرار اهتمام قادة هذه البلاد -حفظهم الله ورعاهم-الدائم عبر الزمن بأبنائها ولاسيما مايخص التعليم. فقد بدى واضحاً الدعم المتواصل لوزارة التعليم وقد التقى ذلك مع مسؤولين على قدر من المسؤولية والاخلاص والأمانة ظهر ذلك أكثر مع انطلاقة التعليم عن بعد بداية هذا العام ١٤٤٢ وإطلاق المنصات الالكترونية للتعلم عن بعد (منصة مدرستي) لجميع المراحل الثلاث والقنوات الفضائية المتخصصة لبث الدروس لجميع المواد من خلال قنوات عين الفضائية بثوبها المتجدد ،مع جهد متواصل على مدار الساعة من وزير التعليم ووكلاء الوزارة وجميع الأقسام الى الجامعات وفروعها وإدارات التعليم ومكاتبها مروراً بالمدارس وقادتها ومعلميها وبتعاون من أولياء الأمور وأبنائهم في المنازل ، كلٌّ يبذل ويجتهد من جهته بكل حب وإخلاص وتفاني وإتقان.
حتى أنه قد نشرت مجلة “سي آي أو وورلد” الأمريكية والتي تركز على الاقتصاد والأنظمة التعليمية ومساعدة الطلاب في البحث عن أفضل الدول والجامعات لمتابعة تحصيلهم العلمي نشرت قائمة بالدول الأفضل في الجودة في التعليم حيث حلت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية عربياً في قائمة أفضل أنظمة التعليم في العالم وفي المرتبة الـ 38 عالمياً من بين 93 دولة، متقدمة على العديد من الدول الأوروبية والآسيوية. كما نشرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD دراسة أجرتها عن التعليم عن بُعد في المملكة، ومدى استجابتها للتعليم خلال جائحة كورونا مقارنة مع 36 دولة، وذلك بالتعاون مع برنامج تقييم الطلاب الدوليين وجامعة هارفارد الأمريكية،وأظهرت النتائج تقدّم المملكة في 13 مؤشراً من أصل 16 مؤشراً على متوسط هذه الدول في مستوى الجاهزية والتغلب على عقبات تفعيل التعلم الالكتروني.كما احتلت الجامعات السعودية مراكز متقدمة عربياً وعالمياً وذلك حسب ترتيب الجامعات السعودية 2020 حسب تصنيف التايمز أهمها :
* جامعة الملك عبدالعزيز – الأول عربياً – وضمن أفضل 201 جامعة عالمياً.
* جامعة الفيصل – الثاني عربياً – وضمن أفضل 251 جامعة عالمياً.
* جامعة الملك فهد للبترول والمعادن – التاسع عربياً – وضمن أفضل 502 عالمياً.
* جامعة الملك سعود – العاشر عربياً – وضمن أفضل 501 عالمياً.
هذه انجازات مهمة للملكة تبين مدى العمل التكاملي والجهود المبذولة من جميع الأطراف لضمان استمرارية العملية التعليمية بأفضل جودة ممكنة مع دعم مادي ومعنوي كبيرين من قادة هذه البلاد -حفظهم الله ورعاهم- .
متمثلين جميعاً قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البيهقي رحمه الله عن أم المؤمنين عَائِشَةَ بنت الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعن أبيها أنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ ..الحديث.
حاتم حامد الزهراني
التعليقات 1
1 pings
أبو غدي الزهراني
09/01/2021 في 8:53 م[3] رابط التعليق
صح لسانك و سلم بنانك
(0)
(3)