يعيش الإنسان العربي أزمة فقدان للذات والهوية في ظل سيطرة سياسية ديكتاتورية ونظام اقتصادي هش ومشاكل اجتماعية معقدة دون حلول جذرية تنهي هذا الضياع الذي استمر لعقود طويلة !
وأجيالاً تتلوها أجيال بأعمار ضائعة وزمن قد توقفت عقاربه عن الحركة حيث الجمود كان عنوان المرحلة القادمة وفي طياته السقوط من التاريخ والمستقبل لكل من يعايش هذه المرحلة الحرجة التي شكلت لدينا انساناً بائساً يائساً من أزماته فاقداً لذاته وضائعاً عن عالمه مسلوب الإرادة وحق الحياة الطبيعية والعيش بحرية ومقذوفاً في وحل الفساد السياسي والإبتزاز الخارجي والحروب الداخلية التي أفقدت المجتمعات العربية حق الحلم والأمل في بناء أوطانها ومستقبل أبنائها وبقي الفرد فيها مجرد أداة لتنفيذ مهام الكبار وهاهو قد زج به في لعبة طائفية ومذهبية قذرة لانهاية لها ولاحصاد فيها لعبة كانت قاسية قد أحرقت كل شيء مر في طريقها ومازالت سمومها باقية تنفث في الأرض والبحر والجو وداخل البيوت في العقول والنفوس وكأنك تعايش حقيقة مدن الأشباح السينمائية والوحوش البشرية الضالة التي تستهدف أقرانها وتروع الآمنين في بيوتهم وتقتل الأطفال والنساء ولاتبقي على أحد منسلخة من آدميتها ومن جميع المبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية !
كل ذلك كان متوقع وطبيعي في ظل أنظمة الإستبداد والخنوع التي عاشت طويلاً ليموت غيرها ويمحى أثره في سبيل بقائها على رأس السلطة متمسكة باأوهام الخلود !
حتى بتنا نرى أن الجهل والتخلف والفقر لايعيش إلا في حدود عالمنا العربي ولايتعرف إلا علينا في حين أن العالم من حولنا يسابق الزمن في جميع المجالات والمقارنة تكاد تكون شيئاً من السخف والمزاح بين العقلية العربية والغربية !
وبدون كيل المديح للتاريخ العربي والإسلامي الذي وضع حجر الأساس لكل منجز غربي علينا أولاً أن نتقبل حقيقة أننا نعيش الحاضر لاالتاريخ الذي أضعناه بأيدينا وشوهنا معالمه وأن المستقبل هو القادم لا التاريخ وأن عليك أن توقظ عقلك المتوقف عند أحقية الخلافة وموقعة الجمل وأن تعيش لحاضرك ومستقبلك هي مسؤوليتك ومن قبلك مسؤولية الأنظمة الحاكمة التي عليها أن تعيد حساباتها الشخصية وترفع من مستوى طموحاتها وتعمل على تغيير سياساتها القمعية والترهيبية ضد شعوبها وأن تستثمر في الإنسان بدلاً من قتله بدم بارد أو تعطيله قسرياً بالتهجير لوطن المخيمات وأن تفتح باباً لحرية الرأي والتعبير التي من دونها سيبقى التخلف والجهل هو سمة كل شيء حرية الكلمة هي الأرض الخصبة لولادة المبدعين وتنوير العقول المظلمة وإحياء الميتة منها وإثراء الفكر والثقافة لمواكبة روح العصر وخلق دولة حضارية مؤمنة بحق الإنسان في قول كلمته وحقه في المشاركة السياسية والإقتصادية
ولترميم الثقة بينه وبين المسؤولين عنه لابد من إعطائه كامل حقوقه وإشباعه بالكرامة وإحترام خياراته لتعزيز قيمته في ذاته ومنحه الأمان بكافة أشكاله والإهتمام به من أجل العمل على دفع عجلة الحضارة والتطور والشراكة الحقيقية في بناء الدولة التي هي جزء منه وهو جزء منها .
التعليقات 1
1 pings
Tahani
30/12/2020 في 12:28 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع جداً
(0)
(0)