الزواج رباط مقدس ومهما كانت بيئات الزوجين متشابهة، فلكلٍ منهم خصال وعادات مختلفة عن الآخر. من المهم جدًا أن يتفهم الزوجان هذا الاختلاف و يتقبّلانه حتى تستمر الحياة.
في السابق كانت قدسية هذا الرباط عظيمة لدى الكثير من العائلات ومجرد التفكير في حلّه يعتبر جريمة. لا أنكر أن الانفصال أفضل لكثيرٍ من الزيجات والأبناء ، لكن للأسف كثر الطلاق مؤخرًا لأسباب تافهة وخلافات سطحية ، قد يكون أحدها (الكرامة) . عندما أتأمل صبر أهالينا وتضحياتهم بكثير من الأمور للحفاظ على الأسرة، أدرك متى تفاهة الكثير في زماننا.
تربية الأولاد في كنف الوالدين توفر لهم بيئة صحية تستحق التضحية والتنازل عن ( الأحلام وأحيانًا الطموح) فما أروع الأحلام التي تتحقق من خلالهم وما أجمل الطموح الذي يُرى فيهم. نعم للتنازل حدود ولكن لابد من محاولة التقريب بين وجهات النظر فالحياة أخذٌ و عطاء.
لا يوجد بيت مثالي ولا توجد علاقة مثالية وبالطبع لا يوجد شريك مثالي. كل منا لديه عيوب والعلاقة الناجحة تستدعي التغافل عن العيوب وإكبار المميزات.
في السابق كانت عملية الانفصال تمر بمراحل عدة لإتمامها ، وأهم تلك المراحل جلوس الزوجين مع كبير العائلة، فكثير من المشاكل سببها عدم المصارحة وعدم الحوار . في هذا الزمان للأسف لا كبير يُطاع ؛ فتشتّت الأبناء وتهدّمت البيوت وأصبح كل من الزوجين يجري خلف طموحه وإرضاء ذاته ناسيًا أو متناسيًا أنه بذلك يكون أنانيًّا مع أسرته.
نحتاج لإعادة ترتيب الأولويات في الحياة، وتعليم أبنائنا قدسيّة العلاقات وخاصةً الزواج. نحتاج تعليمهم أن للعائلة كبير يُحترم وأنه لا يُتخذ قرار يخص الأسرة من أجل فرد واحد. الأسرة هي وحدة بناء المجتمع والوطن ، والاهتمام بها يعني رفعة الجميع.
د. منال باكثير
Twitter: ManalBakathir