مع نهاية العقد الحالي (2010- 2020) أثبتت الأيام بأن الشعوب العربية لم يكن بوسعها أو بمقدورها أن تهضم أو تتعايش مع التنظيمات السياسية التي تخلط بالدين والسياسية مثل جماعة الإخوان والتيار الشيعي في إيران، فكانت النتيجة الحتمية أن لفظتم الشعوب.
فلقد فشلت تجربة جماعة الإخوان الإسلاميين في السيطرة على الحكم بمصر لتصادمهم مع الشعب وعدم تمكنهم من احتواء المؤسسات الصلبة كالقوات المسلحة او الناعمة كالإعلام ، وفقدانهم أبسط درجات الإقناع ليكتفوا فقط بالمؤسسات الرخوة كطلاب الجامعات أو الطبقة الفقيرة أو المؤسسات الاجتماعية ضعيفة التأثير.
وكانت العزلة الدولية أدق وصف للسياسة المتبعة تجاه إيران على مدار عقد من الزمان بفضل سياسية الولايات المتحدة التي حرصت على عدم حدوث تقارب بين طهران وروسيا والصين لكون كلا الدولتين العظمتين عضوتين بمجلس الأمن، ولهما حق "الفيتو" لصالح إيران.
فوصول روسيا إلى المياه الدافئة في الخليج هذا بمثابة طامة كبرى للمصالح الأمريكية ، وهو ما تحرص عليه واشنطن في إبعاد الدب الروسي عن مصالحها الحيوية، خشية أن يأكل الأخضر واليابس.
فالمصلحة الخليجية تجتمع مع المصالح الأمريكية في درء الخطر الإيراني والمد الشيعي عن المنطقة، ولا ننسى دعم ايران لمليشياتها ووصل بها الامر الى محاولة عرقلة الامن والاستقرار في الخليج ولن تتمكن بإذن الله.
ومن هنا فالحل في مواجهة الخطر الإيراني يتمثل في بناء تحالف عربي تقود المملكة بحكم ثقلها وكونها صاحبة راية المبادرات ، من أجل وقف النظام الملالي عند حده وفضح جرائمه التي لم تقف عند حد أو سقف معين، بل تزداد يوما عن يوم في اليمن وغيرها من الدول العربية.
ولعلى أخشى أن يتحول مجلس التعاون الخليجي لمجرد عنوان عقب وجود دولة لا تتبع الأسس والمبادئ التي أسس عليها المجلس وهى السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة للمجلس أو إثارة الفوضى أو زعزعة الاستقرار استناداً إلى الميثاق الذي قام عليه المجلس في عام 1981.
ولا أبالغ عندما أقول إن مسألة الاتحاد مسألة حياة أو موت فإيران تعمل بكل ما في وسعها لإبقاء الحال كما هو عليه من دعم وتمويل ميلشيات مسلحة، وتهديد مياه الخليج من خلال خزان الوقود" صافر"، ودعم الحوثي في إطلاق صواريخها على أراضي المملكة.
كما أن هناك حدود تماس بين دول الخليج وإيران، والأوضاع الأمنية والسياسية تجعل من الاتحاد ضرورة ملحة للاتحاد وعدم الاستسلام لكون بعض الدول مترددة أو تلتزم الحياد السلبي، ونسى هؤلاء أن طهران هي العدو الأول والرئيسي ويكفى أنها تحتل منطقة الأحواز العربية بمساحة 160 ألف كم2 مثلها مثل إسرائيل التي تحتل فلسطين العربية.
ناهيك عما تفعله إيران في سوريا والبحرين ولبنان والعراق مستغلة أذرعها في هذه الدول من ميلشيات أو أحزاب سياسية لبث الفرقة والتفرقة بين الشعب الواحد، وحزب الله الذي أثار الفوضى والدمار والشتات في سوريا ولبنان.
وفى الختام فإن الاجتماع على كلمة سواء هي من شيم الإسلام والعرب منذ نعومة أظافرهم بل هو أمر من الله عز وجل حينما قال في محكم التنزيل: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ".
عبدالعزيز منيف بن رازن.
مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية.