تعتبر القيادة من أهم المهارات التي لابد أن نتعلمها. لا أنكر أن جزءًا كبيرًا منها يعتمد على الشخصية ولكن صقلها بالقراءة والدورات والتعلم من القادة الكبار ليس بالأمر الصعب. كما يجب (برأيي) على الوالدين الاهتمام بهذه المهارة وتنميتها لدى أبنائهم.
تكمن أهمية القيادة في كونها تُستخدم بشكل يومي، فليس بالضرورة أن تكون صاحب منصب في شركة أو جهة حكومية لكي تقود ؛ فأنت بحاجة لقيادة أهم من في هذه الحياة ... عائلتك. ولكي تقود فأنت أيضًا تحتاج لمهارات التواصل والتي سأتحدث عنها بإذن الله في مقالة منفصلة.
عنوان المقالة هو عنوان أحد أفضل الكتب في القيادة وأنصح بشدّة بقراءته. يتحدث مؤلف الكتاب جون سي ماكسويل عن خمسة مستويات للقيادة هي: المنصب، القبول، الإنتاجية، تنمية الأفراد وأخيرا القمة. وفي كل مستوى يوضح السلوكيات والمعتقدات التي تساعدك للارتقاء للمستوى الذي يليه. والوصول للقمة لا يعني الاستغناء عن مهارات المستويات التي تسبقها.
في المنصب: يتبعك الآخرون لأنهم ملزمون بذلك. سواء كان هؤلاء التابعين موظفين أو العاملين في المنزل أو أبناءك. التأثير الوحيد عليهم هو لقب (المدير)،(السيد)، (الأب)، (الأم). في هذا المستوى، يُقدّم التابعون أقل ما يمكنهم تقديمه ويتحولون إلى أحد هذه الأنواع الثلاثة: مراقبي الساعة، مقدمي المطلوب فقط أو غائبي الذهن.
في القبول: يتبعك الآخرون لأنهم يريدون ذلك. القائد في هذا المستوى يقود بالعلاقات مع التابعين. يمتلك القائد الناجح في هذا المستوى الحب الحقيقي والتقدير للعاملين أكثر مما يقدموه. القيادة في هذا المستوى تجعل التابعين يستمتعون بالعمل وتزيد طاقتهم ولكن للأسف قد يراه البعض تراخيًا.
في الإنتاجية: يتبعك الآخرون بسبب ما تُقّدمه للمؤسسة أو الشركة أو حتى العائلة. القائد في هذا المستوى لديه القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة وإحداث التغييرات في الوقت المناسب. ولديه أيضًا إحساس عالٍ بالمسئولية لنمو المنظمة. التابعون في هذا المستوى يعملون معا ليصلوا لأفضل النتائج.
في المستوى الرابع (تنمية الأفراد): يتبعك الآخرون بسبب ما قدمته من أجلهم. القائد الفعّال في هذا المستوى يُفوّض بعض المهام للتابعين ويؤمن بأن تنمية الأفراد تضمن النمو المستمر وتقوّي التابعين. فكم من عائلة تجارية خسرت أعمالها بعد شيخوخة كبارها أو وفاتهم بسبب فشل القائد في تفويض الأعمال للصغار.
وأخيرا القمة حيث يتبعك الآخرون بسبب ما أنت عليه وما تمثله. هذا المستوى مخصص للقادة الذين أمضوا سنوات بنجاح في القيادة، وتطوير وتنمية الأفراد والمنظمات. ويترك القائد في هذا المستوى إرثًا قياديًا في المنظمات التي يخدم بها.
نظرة ثاقبة على المستويات الخمسة:
- يمكنك الانتقال إلى مستوى أعلى ولكن لا تترك المستوى السابق وراءك.
- أنت لست على نفس المستوى مع كل شخص تقوده.
- كلما ارتفعت، كانت القيادة أسهل.
- كلما تقدمت إلى مستوى أعلى، زاد الوقت والالتزام المطلوبين للفوز بالمستوى.
- الانتقال إلى المستويات الأعلى يحدث ببطء، ولكن النزول يمكن أن يحدث بسرعة.
- كلما ارتفعت، زاد العائد.
- المضي قدما يتطلب دائما مزيدا من النمو.
- عدم نموك في المستويات يثبطك أنت ومن تقودهم.
- لا يمكنك تسلق المستويات بمفردك.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في قيادة أهل بيته والأمة أجمع. فقد كان صلوات الله وسلامه عليه يعين زوجاته في أعمال البيت وكان دوما في طليعة رجاله حين تحتدم نار الحرب. وكان صلى الله عليه ويسلم يُفوّض المهام ويُعيّن القادة. حتى أحبّه التابعون وهاجر إليه الناس ليبايعوه لما هو عليه وما يمثّله (القمة).
د.منال باكثير