أعتقد أن المصالحة الخليجية لن تكون شيك على بياض من دول "السعودية- البحرين- الإمارات" لقطر، وإنما سيكون هناك تعهد من قبل الدوحة، وهذا الشرط ليس معناه عدم حسن النيات وإنما ضمان ودليل على أنها ترغب في العودة من جديد للحضن العربي بعد سنوات الهجران.
وأرى ليس لقطر سوى طريقان إما أن تعود أفضل مما كانت عليه وأن تتخلص من تحالفاتها مع إيران وكذلك تركيا التي دشنت قاعدة عسكرية لها في الدوحة ، مما يعوق إتمام المصالحة بل أهم العثرات التي تقف في طريق المصالحة الخليجية- الخليجية.
السؤال الصعب الذي لن تجد له إجابة سوى لدى قطر هو هل تستطيع أن تتخلى عن تركيا وإيران من أجل الحضن الخليجي؟ وهذا يعنى بناء علاقات قوية ومزدهرة وتعاون مثمر على كل المستويات بما لم تشهد مثله من قبل ، أو أن تصر على موقفها الحالي وهذا يعني أن تبقى الأمور كما هي وتنتكس ويكفي ظهور دليل واحد على دعم المعارضين او ما في حكمهم فتصبح أزمة عميقة أسوأ من القطيعة السابقة.
وعلى الرغم من حدة الخلاقات الخليجية التي وصلت لدرجة القطيعة لمدة بلغت قرابة 1000 يوم غير أنه كان دون دماء أو رصاص بين المتخاصمين، حالة نادرة في المنطقة حيث جرت العادة أن تلجأ الحكومات إلى القسوة للتعبير عن مواقفها السياسية.
لقد اختارت بل اتبعت الدول الخليجية الطرق الدبلوماسية الصحيحة الناجعة لتعكس عدم رضاها من سياسية قطر في المنطقة، كمشرط الجراح الذي يعالج دون أن يجرح أو يترك أثر في المريض، حيث قطعت العلاقات، وسحبت السفراء، وأوقفت التبادلات التجارية. واقتصرت الحرب بين المتخاصمين على اصدار البيانات الدبلوماسية أو في الحوارات التلفزيونية دون تصرف واحد يجرح الآخر.
وحتى كتابة هذه السطور لا أدري كيف سيتم التوصل للمصالحة بشكلها النهائي، لسبب بسيط أننا أمام خلافات بين أشقاء، تربطهما مصالح مشتركة وعلاقات نسب ودم، غير أن المشكلة في حسن النوايا التي لا يعلم ما بها إلا الله، فالمقاطعة أتت ثمارها ...في أن الجانب الآخر أدرك أن من يغرد خارج السرب الخليجي، لن يعيش إلا وحيداً.
وفي الختام فإنه عقب المجهودات المشكورة التي بذلتها دولة الكويت من جانب والإدارة الأمريكية من جانب أخر من أجل إنجاح المصالحة الخليجية التي رحبت بها المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين فإن الكرة الآن في ملعب الدوحة لنثبت حسن نواياها في اتمامها أو تعتبر كأن شيء لم يكن.
بقلم : عبدالعزيز بن رازن.