من نعم الله – عز وجل- على هذا الوطن المعطاء أن جعل أرضه المباركة تفيض بالخيرات، فأينما رحلت أو ارتحلت أو وطأة قدميك أي شبر من أرضه المروية بعرق الأجداد، وجدت فيه من الكنوز والنعم والخيرات والجود أنهاراً.
ومن فضل الله كذلك على هذا البلد الأمين أن ولّى عليه حكاماً حفظوا نعمته فعملوا بكل ما أوتوا من قوة لاستخراج هذه الخيرات من أجل تنميتها وتطويرها، ولعل آخرها المشروع الضخم في منطقة الجوف وتحديداً مشروع الطاقة الشمسية في سكاكا، واستخدام طاقة الرياح في دومة الجندل.
واستغلالاً لشمس المملكة المشرقة على مدار العام، تم تدشين مشروع الطاقة الشمسية الذي أنشئ على مساحة 6 كم2 لوضع مليون و200 ألف لوحة شمسية والتي بدأت فعلياً في انتاج الطاقة لتغذية 45 ألف منزل أي ما يغطي 80 % من منازل منطقة الجوف، ليبلغ إجمالي الطاقة الإنتاجية لمحطة سكاكا 9.5 ميجاواط، بتكلفة بلغت 302 مليون دولار.
وفى دومة الجندل فسوف يتم بناء مزرعة للرياح، مكونة من 99 طوربيد بارتفاع 130 متر وبها محطتان فرعيتان بحجم 33 كيلو فولت ،لإنتاج 400 ميجاواط، من الكهرباء ، وجميع هذه المشروعات رعتها وزارة الطاقة ضمن مشروع الطاقة المتجددة.
وبسواعد الرجال التي لا تكل ولا تمل من العمل فإنه من المتوقع الانتهاء من هذا المشروع الضخم في بداية العام المقبل أي بعد 3 سنوات من إطلاقه في نوفمبر 2018، فهو الأول من نوعه والأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تبلغ طاقة المشروع الإنتاجية وتصل تكلفته لأكثر من 500 مليون دولار.
ومن مميزات المشروع أنه يوفر المشروع ما يقرب من 1000 فرصة عمل خلال مرحلتي البناء والتشغيل، ومن المتوقع أن يبلغ متوسط الإنتاج السنوي للمحطة نحو 1.4 تيرا وات.
ومن دون أدنى شك فإن المشروعات الضخمة والعملاقة يقف وراءها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وعاهدوا وطنهم وأمتهم بالعمل الجاد الدؤوب، حيث صمم أمير الجوف الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز على متابعة ومباشرة هذه المشروعات بنفسه للانتهاء منها بأسرع وقت ممكن ، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030 والتي أطلقها ولي العهد الآمين الأمير محمد بن سلمان.
ووسط هذا الجهد الكبير والعمل الناجز ، فإن على الإعلام دوراً كبيراً في إبرازها ، صحيح هناك فضائيات مشكورة تقوم بتغطيتها من آن لآخر – على سبيل المثال لا الحصر قناة "الإخبارية" - ذات المصداقية و الصيت الواسع إلا أن المأمول أكبر، من أجل طمأنة المواطن بمنطقة الجوف على حاضره ومستقبله.
وفي الختام، فإنه ينبغي الإشارة هنا إلى أن المملكة مستمرة في تنفيذ مشاريعها التنموية رغم تداعيات جائحة فيروس كورونا الاقتصادية، إلا أن القيادة الرشيدة لا تخلف وعد رغم التحديات والصعاب، جاعلة شعارها الآية الكريمة: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين".
أ. عبدالعزيز بن منيف بن رازن.
مستشار بمركز الدراسات العربية الروسية بالرياض.