مع المؤشرات التي تدل على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت بداية الشهر الجاري، كثر الحديث حول الموجة الثانية من الربيع العربي، بعدما حدثت أبان فترة الرئيس الديمقراطي السابق بارك أوباما، وما ودت الخوض في هذا الأمر المهم قبل أن أُلم به بكافة التفاصيل لكي يكون لي فيه القول الفصل.
فمنذ 10 سنوات اندلعت ثورات الربيع العربي في العديد من البلدان غير من ملامح منطقة الشرق الأوسط ، الجيوسياسية، والاقتصادية، وشرارة اندلاع هذه الثورات هو العزف على وتر الفساد والفقر والجوع، لكن عديد من الشعوب التي تعرضت لهذه الموجة من الثورات استفاقت مبكراً وحافظت على وطنها وتلاحمها، حيث رأوا أن الفقر أهون من انعدام الأمن.
أما في الموجة الثانية " القادمة " فسيتم العزف على وتر الفساد لدى المسؤولين وسيكثر الحديث والخبث عن فساد مالي وأخلاقي والقاء التهم جزافاً دون أدلة لإثارة البلبلة و الفتن، الغريب أن من يدعو إلى التحقق في هذه الاتهامات والدفاع عن استقرار البلد سيتهم بأنه مبرر الفساد.
وإذا كان في الموجة الأولى تم اختيار تيارات بعينها لقيادة ثورات الربيع العربي مثل جماعة الإخوان، فإن في هذه المرة وقع الاختيار على شخصيات غير معروفة بين أبناء المجتمع، وخير مثال على ذلك الحراك الذي تم في دولة العراق في أكتوبر قبل الماضي، حيث كان المشاركين في المظاهرات شباب غير معروفين الانتماءات أو التيارات يستدل عن توجهه.
وسيلاحظ أن غالبية المتظاهرين سيكونون من النساء، وسيتم استغلال ذلك من أجل تصوير المشهد على أنه اعتداء من قبل قوات الأمن على المتظاهرات، بينما الجهات الأمنية لديها من الخبرة والكفاءة الكافية للتعامل مع مثل هذه المؤامرات التي تهدف لتقليب نظرة المجتمع تجاه رجال الأمن ، من جانب واستعطاف المواطنين للانضمام إليهن، من جانب آخر.
من هنا فإن الحديث عن الفساد سيكون حجة ومبرر الموجة الثانية من ثورات الربيع العربي، بدعم وتأييد من "بعض " اعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي، وهنا أريد أن أنبه بوجود فارق كبير بين الحديث عن الفساد للإصلاح والحديث عن الفساد من أجل فساد أكبر وهدم الدولة وزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى.
جانب آخر سيكون ركيزة وذريعة الموجة الثانية وهو الزعم والادعاء باضطهاد الأقليات في كل مجتمع فهذا يضطهد النساء وذلك الأقباط وذلك حقوق الشواذ وتلك حقوق العمالة الوافدة وغيرها من الذرائع لتأجيج الشارع ضد النظام، من أجل السماح للقوى الخارجية بالتحكم فيه والضغط عليه.
ومن أبرز محاولات احياء ثورات الربيع العربي وخاصة في منطقة الخليج عندما حاول المغرضين وإعلامهم المارق كقناة الجزيرة الخبيثة توظيف حادثة مقتل المواطن جمال خاشقجي لتكون شرارة الموجة الثانية تبدأ من المملكة، وكذلك محاولتهم المستميتة لتشويه حملة ولي العهد ضد الفساد.
من هنا فالرسالة واضحة وهى ضرورة الحذر كل الحذر من الانسياق وراء هذه الشائعات والادعاءات والحل في التمسك بل التشبث، بالوطن ومن يحكمها حتى لا تضيع في أيدي هؤلاء المنتفعين، حاملي معاول الهدم والفوضى ، الذين يريدون تطبيق مخططاتهم الخبيثة ومؤامراتهم العفنة على حساب الضحايا والأبرياء والمغرر بهم.
وفى المملكة فإنه – ولله الحمد- لدينا أجهزة أمنية واعية وسباقة في كشف المؤامرات وإحباط المخططات ، حيث تم تشكيل هيئة مكافحة الفساد" نزاهة" بإشراف من ولي العهد الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان ، كما أن ظلم المرأة " ان صدقوا" اصبح من الماضي من خلال تمكين المرأة ،ومما يثلج الصدر قوة الانتماء للقيادة والوطن في البلدان العربية وخاصة الخليجية.. "كلما اوقدوا نارا للحرب اطفاءها الله ".
عبدالعزيز بن منيف بن رازن @aziz_bin_Razn