رأيتُ روحي لما رأتْ عينايا عيناك
فكيفَ لعينٍ رأتكَ أن تهــوى سواك
ففي عشق غيرك قد يكون الهلاك
عيني عن رؤية الكون قد حُجبت
فكأن عيني لـــــم تخلق إلاَّ لرؤياك
يا حظ عين إليــــك قــــــد نظرت
وأواهُ يا أســـفاهُ لعينٍ لــــــم تراك
وكل أعمــــــــى يُضحي بصـــــيراً
إن مسَّت عيناه أطرافُ كفــــــــاك
وكل مزكومٍ يكـــــادُ بالزكمِ يختنقُ
مـــــــا عــــــادَ له الشمُ لولا شذاك
وكل كـــــاهلٍ على الأرضِ منبطحٌ
مــــــــا عــــــادَ للخطى لولا عصـاك
وكل غريبٍ بهذِهِ الحي قــــــــد نزلَ
أبى الرحيل قبل أن يحظى برؤيـــاك
يا جــــــــــــند في المعـــاركِ جيـــشٌ
لو يراكَ عنتــــرٌ في الحربِ يخشـــاك
وكل شادٍ يشدو من الألحانِ مــــا رقَ
ما أنصتَ النــــاسُ إليه إلاَّ حين غناك
وكل من يهوى يمتْ بحب من يهوى
بالموتٌ عجَّل فأنتَ الذي أهـــــواك
إليــكَ قلبي بل كلي وروحـي فداك
لعلّي أحظى بقربك لعلي أنال رضاك