للحياة تقلبات و مراحل ، فهي لا تدوم على حال ، بل يتقلب فيها المرء بين الصحة والمرض ، الراحة و الألم ، فدوام الحال من المحال .
وفي كل الأحوال ، لا يستغني البشر عن بعضهم ...
لفتني أن كثيرًا من الأقارب والزميلات والزملاء يتحرجون من مكالمتي أو حتى مراسلتي بعد معرفتهم بإصابتي بالسرطان.
يوجد لدينا اعتقاد سائد في المجتمع بأن مريض السرطان يدخل في حالة تقوقع أو انعزال ويفقد الرغبة في التواصل.
الحقيقة لا أعلم ما السبب، قد يكون ذلك استجابة لرغبة المريض نفسه الذي لا يرغب حتى معرفة الناس بطبيعة مرضه.
تلقيت أكثر من اتصال أو رسالة من أقاربي و زملائي بالعمل يسألون ما إذا كان بإمكانهم إخبار الجميع بإصابتي.
مرضي هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ولا أحد في هذه الدنيا يستحق أن يعاقب عليه سواء بقطع وصاله أو حتى الصد عنه.
وجود الناس في مرحلة صعبة كهذه هي نعمة من الله وجزى الله خيرا من استقطع من وقته ولو القليل ليسأل أو يسلم. لا تغلقوا أبوابكم افتحوا قلوبكم و هواتفكم لأحبابكم.
أخبروهم أنكم بخير واطلبوهم الدعاء واسألوا عن أحوالهم .
كل إنسان لديه رحلة يخوضها في هذه الدنيا ، تتفاوت درجات المعاناة في كل رحلة من شخص لشخص لكنها تظل معاناة تستحق من أجلها السؤال والاهتمام.
الحياة ملحها الناس ومحبتهم نعمة تستحق الشكر. لا تحرموا أنفسكم متعة الشعور بهذه المحبة.
ولولا تواصل الناس اليومي مع أمي الغالية "حفظها الله ورعاها" التي قررت أن تكون معي في رحلة علاجي والسؤال عنها والحديث معها في شتّى أمور الحياة وقبل كل شيء رحمة الله بها وربطه على قلبها لكانت فترة عصيبة جدا بالكاد تتحملها.
أتذكر أني قبل فترة وفي منتصف أزمة كورونا بالتحديد اعتزلت برنامج الواتس أب لمدة شهر تقريبًا بسبب الطاقة السلبية التي كانت مسيطرة على بعض الرسائل في تلك الفترة.
حاليًا أستطيع أن أقول أنه برنامج لا أستطيع الاستغناء عنه، فكم لحظة ألم تزول وكم إحساس بالتعب يتلاشى بمجرد التنبيه برسالة تحمل في طياتها كلمتين (كيف حالك؟)
نشكر الله ونحمده على محبة الناس ونشكر كل من اهتم بنا وشاركنا مشاعرنا لا حرمنا الله وصالكم