استبشر ملاك الإبل والهجن بالأمر السامي الكريم بتأسيس الهجانة الملكية والتي تعتبر بمثابة تقريب لأهل الإبل ومحبيها عند مقام ملكنا المفدى، وهي بمثابة رسالة لكل العالم بأن المملكة العربية السعودية بلد الوفاء واحترام المواثيق والعهود، وبلد المحبة والسلام لم ولن تنس من قدم للآباء والأجداد الكثير من التضحيات، فكان أداة التنقل والركوب والسفر والحروب، وكان المال الوفير والثروة والتفاخر بين أبناء القبائل، وكان المورد الخصب للجوعى والظمأى وعتق الرقاب، والفوز بأجمل النساء من خلال تقديم أغلى المهور من نفائس الإبل والهجن. الإبل كانت مقربة من المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – حيث كانت الحكمة والحلم والعقل والذكاء الخارق والقوة والشجاعة، فقد أحب الإبل وضمن لها العيش الكريم في عهده الميمون حيث اعتمد عليها كثيراً في تنقلاته وفتوحاته وتوحيده للوطن الكبير الذي لا يزال يقدم وسيقدم الكثير. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رجعت للإبل هيبتها ومكانتها واهتم بها وشجع على اقتناءها وأسس لها الكيانات الكبيرة، وأنشأ المهرجانات والكرنفالات العالمية وقدم لها الجوائز القيمة، وأيد ودعم كل ما يوصلها إلى العالم وينشر حبها وحب من يحبها. إنها رسالة لكل العالم بأن الإبل ليست دليل تخلف وكساد اقتصادي ولكنها عز ومفخرة ونماء مالي غير مسبوق، ومنتجع سياحي متنقل يجلب الراحة والطمأنينة والسعادة والصحة والشهرة والثروة ويطرد الاكتئاب والوسواس القهري والقلق والأرق وأمراض القولون. إنها رسالة للأقلام الناشزة التي كتبت منذ عشرات السنين تسخر بأهل الإبل وتصمهم بالتخلف والرجعية وتقارنهم بمن وصل القمر وهم لا يزالون في القرون الوسطى. إنها رسالة لمن يخجل من وصفه ووصف مجتمعه بأنهم أهل ناقة، من الآن وصاعدا ارفعوا رؤوسكم في كل الميادين، وقولوا نعم نحن من صدرنا حب الإبل ونحن من أنشأنا المنظمة الدولية للإبل لأنها من تاريخنا وأرضنا وملاكها من أنفس الرجال وأشجعهم، وهي مفتاح من مفاتيح النجاح والحضارة والريادة في رؤية 2030م. الهجانة الملكية ستكون حاضرة في استقبالات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لجميع رؤساء دول العالم وستقف شامخة حالها كمن يقول تصدرنا المهمة في بناء الوطن وفقدنا أجدادنا وأسلافنا في بناء الوطن ولكن ملك العدل والحزم والعزم أعزنا وقدمنا وشجعنا وباهى بنا وأكرمنا لأنه رجل التاريخ والأصالة والريادة. الجميع متشوق إلى صدور الترتيبات المنظمة للهجانة الملكية ومباشرتها أعمالها بالشراكة بين نادي الإبل ورئاسة الحرس الملكي، ومما لا شك فيه أن صاحب الأيادي البيضاء الشيخ/ فهد بن فلاح بن حثلين رئيس مجلس إدارة نادي الإبل ومؤسس ورئيس مجلس إدارة المنظمة الدولية للإبل قد ساهم ويساهم في كل ما يعمل على تشجيع موروث الإبل ويعمل بخطط وأجندات مدروسة وممنهجة يساعده فيها نخبة من الاستشاريين والرؤساء التنفيذين والقادة المميزين في العمل الريادي وتقديم كل جديد في زمن السبق وقنص الفرص والسعي الدؤوب للتسابق في عالم السرعة والإنجاز وتحقيق المعجزات. هنيئاً للوطن ونادي الإبل والمنظمة الدولية للإبل بالهجانة الملكية، داعين الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين ويسدد خطاهم، وأن ينصر جنودنا البواسل على الحدود والثغور، وأن يجزي حراس صحتنا خير الجزاء على ما يقدمونه من تضحيات للوطن وسلامته، وإلى مقال قريب عن منجز من منجزات التراث والثقافة والحضارة والأصالة.
كتبه الدكتور/ خالد بن عبدالله التركي
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم