16عاماً كاملة مرت على وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- رحمه الله- ولازال عبق سيرته العطرة يملئ، دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية بأسرها، نظراً لما قدمه من عطاء لوطنه ولأمته العربية والإسلامية.
فالحديث عن الشيخ زايد، لهو أمر يبعث على النفوس الطمأنينة والأمل، فقد ارتبط اسمه- رحمه الله- بالعديد من المواقف التي يشهد لها التاريخ طويلاً بالأفعال لا بالأقوال، ويكفي أنه وضع لما جاء من بعده الخطوط العريضة لنماء الوطن حتى وصلت دولة الإمارات إلى الفضاء.
وأصبحت الإنجازات والعمل الإنساني واسم الشيخ زايد وجهات لعملة واحدة، مصنوعة من أرق المعادن النفيسة، فقد كان ولايزال وسيظل، رمزاً للعمل الإنساني، وللقيم الإنسانية النبيلة.
وعلى نفس المنوال سار أبناء الشيخ على دربه، ينهلون من نبعه، ففي مدة وجيزة جداً تمكنوا مستلهمين روح الشيخ زايد في تحويل الإمارات إلى بساتين واسعة ويانعة من اجمل بقاع الدنيا في منطقة الشرق الأوسط، وتكون إمارة دبي مركز العالم المالي، وموانئها العظيمة محط الرحال والترحال لتكون سنغافورة العرب.
كما رسخ الشيخ زايد متانة العلاقات مع الدول العربية والخليجية من جانب والدول الغربية من جانب أخر ، لتكون العلاقات قائمة على الاحترام والتعاون والود، لتبني علاقات متميزة ومميزة، لتكون قوة عربية وعالمية يندر مثيلها .
هذه العلاقات الوطيدة مع الجيران دفعت القيادة الرشيدة بالمملكة اعتبار الأخوة الإماراتيين، أشقاء لنا في الوطن، وهنا استحضر مقولة ولي العهد الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان ، "الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي " ، للتأكيد على التلاحم والإخاء بين الشعبين الشقيقين.
في المقابل ابتليت عواصم عربية بقيادات، ذهب عن عقولها الرشد ذوي انتماء مجوسي- صفوي يحملون في أيديهم معاول الهدم، يصدق فيهم قوله تعالى: "يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فأحذرهم"، ليجنوا الشوك بعدما زرعوا الخبث في أوطانهم.
إن الرسالة من الاحتفال بذكرى وفاة الشيخ "زايد" التي تعد تذكاراً لما حققه من إنجازات هي أن القيادات التي عملت لأوطانها تظل أعمالها باقية إلى ما شاء الله كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، وأولئك الذين باعوا أوطانهم وارتموا في أحضان الأعداء يمحي التاريخ سيرتهم إلى زوال غير مأسوف عليهم.
أ : عبدالعزيز منيف بن رازن العتيبي.
@aziz_bin_Razn