غداً ستكون المناظرة الأخيرة التي تجمع بين الرئيس دونالد ترمب المرشح الجمهوري ونائب الرئيس السابق المرشح الديمقراطي جو بايدن بعد الغاء المناظرة الثانية نتيجة إصابة الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا وهذه المناظرة الحاسمة هي الفرصة الوحيدة لإثبات كلاً من المرشحين نفسه قبل موعد الإنتخابات في نوفمبر القادم
بعد المشهد الفوضوي للمناظرة الأولى والتي أوقعت الناخب الأمريكي في حيرة من أمره لمن كانت الأفضلية ؟! بسبب ماتخللته المناظرة من شتائم وتبادل للإتهامات الشخصية بين المرشحين والتشويش والمقاطعات حيث أظهرت الصحفي المخضرم كريس والاس الذي أدار المناظرة بأدائه الضعيف خارجاً عن الملعب وفاقداً للسيطرة ! رغم أهمية القضايا التي كانت مطروحة للنقاش والرد عليها وتظهر استطلاعات الرأي في كثير من المواقع تقدم بايدن على منافسه ترمب غير أن هذه الإستطلاعات هي الأخرى ليست دقيقة في كثير منها وهذا نتيجة الإنحياز الإعلامي والمؤسساتي في أمريكا!
كما يظهر هذا للمشاهد العادي الهجوم الإعلامي على ترمب منذ توليه الرئاسة ومحاولات عزله المتكررة من قبل الديمقراطيين الذين قايضوا الأمن القومي بعزل الرئيس في حادثة التوتر العرقي التي حشد لها الديمقراطيين بإعلامهم ومتطرفيهم من اليسار الراديكالي في الشارع وعلى هيئة منظمات مثل أنتيفا وحركة حياة السود مهمة وغيرها التي كادت أن تطيح بأمن أمريكا عبر إحداث الفوضى والتخريب والتدمير
هذا الإعلام الذي يلاحق هفوات ترمب وفضائحة وحياته الخاصة في سلسلة طويلة من التعليقات الصحفية والبرامج الساخرة والناقدة وفي نفس الوقت تعمل هذه الأدوات الإعلامية بكل جهدها للتستر على مصائب الديمقراطيين وبالأخص منافسه بايدن وقضايا الفساد والإبتزاز التي تلاحقه هو وابنه نجد تكتم إعلامي غريب جداً بل وحجب وحذف بعض مايتم تداوله عن أي قضية تمس بسمعته في بعض المواقع والوسائل الإعلامية مايؤكد ماذكرته في آخر مقال عن حقيقة ترسيخ فكرة الإعلام الحر في أمريكا وغيرها الإعلام الذي يكاد يخلو من التبعية والخداع والكذب والتضليل لمجرد مساحة الحرية في التعبير والرأي وهو أبعد مايكون عن ذلك بل هو الوسيلة الأهم لتمرير سياساتهم وخططهم وأجنداتهم الخاصة فلايظن المشاهد أن وسائل الإعلام الغربية جميعها تتسم بالإستقلالية التامة عن العمل السياسي بل غالبيتها جزء من الماكينة السياسية !
وهذا لايعني براءة ترمب وطهارته حتى في ظل حرب شرسة واضحة من الجميع ضده في معركة تقوم على أقذر الأساليب والطرق لثنيه وعزله وكسره ترمب يبقى السياسي العنصري الذي رفض هو الآخر بدوره إدانة حركات اليمين المتطرف التي تثير الفوضى وتعمل على تقسيم المجتمع الأمريكي وقضية تهربه من دفع الضرائب وتلقي الرشاوي والهبات وطريقة تعاطيه مع جائحة كورونا في بداية الأمر واساءة استخدام السلطة وسياساته العنصرية والمتطرفة اتجاه المسلمين والمهاجرين واللاجئين وقضية رفض تسليم السلطة التي أثارت جدلاً بين أوساط السياسيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية والتي تعارض قيم ومبادئ أمريكا وذلك نتيجة السماح بالتوسع في التصويت عبر البريد وهو مايرفضه ترمب ويراها وسيلة لتزوير الإنتخابات !
ومع كل ذلك يبقى ترمب "أهون الشرين" فما يهمنا كمتابعين من الشرق الأوسط هو سياسات الرئيس القادم اتجاه الشرق وقضاياه وترمب خلال مدة رئاسته أنقذ مايمكن إنقاذه من مخلفات سابقه السياسية الرئيس السابق باراك أوباما الذي حول الشرق الأوسط إلى جحيم بسياساته السلبية اتجاه الخليج والعرب من خلال مواقفة وقراراته خلال مدته الرئاسية ابتداءً من التقارب مع إيران ثم رفع العقوبات عنها ووصولاً للإتفاق النووي واعطائها حرية التدخل وفرض السيطرة وزعزعة وتهديد استقرار الدول الخليجية وتمكينها من استعمار الدول العربية بعد تخلي واشنطن عن المنطقة ماسهل ولادة التنظيمات الإرهابية ودخولها في صراع مع باقي القوى المسيطرة !
لذلك يحسب لترمب إحتوائه لإيران بالقوة وتحجيم دورها في المنطقة بعد الإنسحاب من الإتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات وإدراج كيانات سياسية وميليشيات تابعة لإيران على قوائم الإرهاب ومقتل سليماني والمهندس في العراق وضرب القوات والميليشيات التابعة لهم في العراق وسوريا ماقوض من قدرات إيران ووكلائها
تبقى إيران أكبر خطر يشكل تهديداً للمنطقة برمتها وماننتظره هو سقوط النظام الإيراني ومشروعه المدمر !
يملك ترمب عدة ملفات ناجحة وعليه أن يلعب بها جيداً في حملاته الإنتخابية المتبقية بدلاً من التركيز في الرد على استفزازات الديمقراطيين وأذرعهم الإعلامية وعليه توضيح خططه المستقبلية لمستقبل وأمن أمريكا فالناخب ليس بحاجة إلى الإستماع للمهاترات والإتهامات الشخصية بين المرشحين وخصوصاً في مجتمع واعي وذكي ويقدر المنطقية والموضوعية في الرسالة الإنتخابية ورؤية المرشح المستقبلية حتى الآن لاأحد يستطيع التنبؤ بهوية المرشح الأقرب للفوز وذلك لإنقسام الموقف الشعبي والتضليل والإنحياز الإعلامي والمؤسساتي ..